صلوا على الحبيب ﷺ
'
أطلت الشمس بنظراتها البرّاقة معلنة عن بداية يوم جديد، استيقظت رنيم باكرًا كعادتها، ألقت نظرة على ذلك النائم على الأريكة، ظلّت تحدّق به بنظرات لئيمة وهي تتذكر ليلة أمس وكيف تصّرف مع تلك الفتاة في الحفل، تركته و دخلت إلى الحمام كي تأخذ دشّا علّه يحسّن من حالتها، رأت تلك العبائة السوداء التي أعطاها لها أول مرة في ليلة اللّهيب عندما أتى بها إلى الشقة، كانت حينها تتسائل عن مالكة هذه العباءة و الآن خطر على ذهنها أنّها تعود لتلك الفتاة التي أتت إلى هنا تعاتبه عن زواجه بها ثم إلتقت به في حفل زفاف أدهم، أمسكت بتلك العباءة وقذفتها بعنف ناحية الباب وما هي إلا لحظات حتى استغربت غضبها الغير مبرّر، رفعت رأسها نحو المرآة ونظرت إلى ملامح وجهها المكفهرة ونهرت نفسها قائلة: ايه يا رنيم انتي ايه اللي ضايقك في ده؟ ما تكوني غيرانة عليه بجد!!
ضحكت بسخرية وهتفت قائلة: غيرة! هو انتي لحقتي؟ وبعدين ازاي تغيري على اللي دمرلك حياتك في رمشة عين!؟ كفاية جنان بقى
بعد الإستحمام أعدّت طاولة الفطور، تناولت هي القليل و تركت له فطوره على الطاولة، شعرت بعدم الرغبة في رؤيته أو التحدث معه فقررت الذهاب لزيارة مرام وارتدت ثيابها وخرجت ..
بعد مغادرتها البيت بعشر دقائق تقريبا استيقظ يوسف، نظر ناحية السرير ولم يجدها، اقترب من الحمام ووضع أذنه على الباب يتأكد إن كانت بالداخل أم لا فلم يستمع أي صوت فدلف إلى الداخل، وجد العباءة مرمية على الباب فاستغرب وإلتقطها من الأرض ووضعها في الغسالة، و بعدما استحمّ أخذ يُنشّف شعره وحينها لفت انتباهه المشط الخاص بها، كان عالقا به بعض خصلات من شعرها، أخذه وإلتقط منه شعرة بُنيّة كالشوكولاطة، أخذ يلفّها حول إصبعه والإبتسامة تزيّن وجهه، يحاول معرفة طوله الحقيقي ويتخيّله وهو محرّرا ومنسدلا على كتفيها وظهرها.. بعد زواجه بها نزعت حجابها وكشفت عنه، لكنها دائما ما تجمعه في تسريحة ذيل الحصان أو تسريحة الكعكة المحكمة الوثاق .. بعد ذلك فتح الدولاب ليجد بعضٌ من ملابسها الأنثوية، غلقه ثم غادر الحمام و توجه إلى المطبخ فلم يجدها، عقد حاجبه بقلق عن اختفاءَها المفاجئ، وشدّه منظر الطاولة المجهزة بالأطباق بعناية شديدة، ابتسم مجددا رغم قلقه بإختفاءهاكل ما صادفه هذا الصبّاح جعله يشعر بالتغيّر الذي طرأ على البيت وعلى حياته منذ مجيئها. فعلا لا تشعر بالشيء إلا إذا توفر ضده، و الآن فقط أحس بقيمة البيت عندما أضيفت عليه لمسة أنثوية دافئة، وكم هو جميل أن تشارك حياتك وبيتك مع فتاة، اختلاف الألبسة، والأغراض، والعطور، وإعداد الوجبات المتنوعة، يصبح للبيت روحٌ وحركة .. هذا الإختلاف هو سعادة من نوع آخر على عكس الرتابة والكآبة التي كانت تستحوذ على بيته وحياته قبل دخولها لهما.
بحث عنها في كل ركن ولم يجد لها أثرا فعلم أنها خرجت، تملّكه الغضب من خروجها دون أن تستأذن منه و تُعلمه بذلك .. شرب كأس العصير دفعة واحدة وحمل مفاتيح سيارته وخرج كالعاصفة من شدة غضبه.
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...