صلوا على الحبيب ﷺ
طل من الغيب يوم جديد، أشرقت الشمس على استيحياء، بعد أن كانت ملتحفة بالغيوم المكفهرّة فأرسلت أشعتها لتعانق السماء حاملة معها دفئا وحنانا، كان يوسف جالسا في الحديقة يُجري عدة إتصالات حول العمل بينما رنيم ومرام في المطبخ يقومان بتحضير كعكة سويًّا، في تلك الأثناء سمعا طرق الباب، ترك الفتاتين الكعكة جانبا وراحت رنيم تلبس عباءتها وحجابها على مضض ثم توجهت إلى الباب وفتحته لتجد أدهم. نظر باتجاه الأرض وقال: السلام عليكم
رنيم: وعليكم السلام. اهلا و سهلا
أدهم: ازيك يا رنيم؟
رنيم: الحمد لله، ازيك انت و هدير؟
أدهم: تمام الحمد لله
في تلك اللحظة أتت مرام، نظر لها عن كثب فقالت رنيم: دي مرام. البنت اللي اتربيت معاها في الدار، احنا و يوسف اتكفلنا بيها
مسح على شعرها بإبتسامة وقال: اتشرفت بيكي يا مرام
وأردف بإعجاب: ما شاء الله جميلة جدا و زي القمر
رنيم موجهة كلامها لمرام: ده عمو أدهم يبقى صاحب يوسف
بادلته الإبتسامة وقالت: و انا كمان اتشرفت بمعرفتك عمو أدهم
داعب وجنتها وقال: أحلى حد بيقولي عمو
ثم سأل رنيم: يوسف مش هنا؟!
رنيم: قاعد بالجنينة
توجه أدهم إليه بينما هي عادت إلى المطبخ كي تُنهي الكعكة وتعد لهما القهوة
رحّب يوسف بأدهم عندما رآه قادما إليه من بعيد قائلا: ايه الطلة الحلوة دي اللي وحشتنا خالص!أدهم بإبتسامة: يا عم ايام العزوبية انتهت خلاص و مابقيتش لوحدك، ده حتى بقى عندك بنوتة زي القمر
يوسف: اتعرفت عليها!؟
أومأ له وقد وصل إليه وقبل أن يجيبه اختفت تلك الإبتسامة من وجهه ليحل محلها علامات القلق وسأله وهو يتفحّص وجهه المليء بالكدمات: خير يا يوسف مين اللي عمل فيك كده؟!
يوسف بغضب: منير و الرجاله بتاعته اعترضوا طريقي و حصل اللي حصل
شعر أدهم بالدماء تتصاعد لرأسه وزمجر بغضب جامح: ابن الـ... . طب هو ليه عمل كده؟
يوسف بانفعال: عرف اننا لسه بنتواصل مع خديجة و قام هددني. احنا لازم نعمل خطة ونقضي عليه المرة دي لاحسن ما يتمادى كمان معايا احنا لازم نحطله حد النهاردة قبل بكره
ربت على ذراعه وهدّأه قائلا: طيب يا ابني اهدى شوية و خلينا نشوف هنعمل ايه معاه
يوسف: اهدى ازاي يا أدهم؟ ده هددني بأمي و اختي و مراتي و انا خايف أنام واصحى واتفاجئ بالدنيا مولعة حواليا او يجيني تيلفون و يقولولي ان البيت ولّع بأمي و اختي. ده مش بعيد بيعملها زي ما عملها مع بابا قبل كده
أنت تقرأ
لهيب إنتقامه (مـكتـملة)
Romanceكان كل همّه أن ينتقم .. أن يُؤلِمَ كما تألَّم .. لم يكن يعلم أنها في الداخل .. لم يكن يعلم أن ذلك البيت الذي يَودُّ حرقه آنذاك كان يأوي الفتاة التي ستحتل قلبهُ وحياته ما الذي دفعه لحرق ذلك المنزل؟ وماذا كانت تفعل هي هناك؟ لنرى كيف سيجمع القدر بين...