الفصل العاشر

845 22 3
                                    

يا الله إنها أيام ثقال على غزة ولكن رحمتك أوسع فكن لهم فإن لا أحد لهم غيرك، يا رب ما لنا غيرك يا رب أمطر غزة وأهلها بالخير والبركة والثبات وكن معهم يا حنان يا منان يا من بيدك مقاليد السماوات والأرض 🇵🇸🤲🏼

39 يوم من العدوان على غزة، 39 يوم وأنا أبكي كل صباح وكل مساء، أبكي حالهم وأبكي عجزي 💔 يا رب هون يا رب هون

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صلوا على رسول ﷺ

ساد الصمت لدقائق، كانت تشعر بالضيق لمكوثها معه في غرفة واحدة، شعرت بنظرته المصوبة عليها فوصلت لذروة الإرتباك وحينها تحدثت بصوتها الغاضب: لما يجي صاحبك انا همشي من هنا و محدش هيشوف وش التاني مرة تانية و لو حصل و لقيتك في وشي تاني ساعتها مش هرحمك و هرميك في السجن

رمقها بنظرة جانبية وكان سيقول شيئا ما لكن انتابته موجة سعال جعلته يسعل دون توقف، قاومت رنيم رغبتها في عدم الإسراع له ومساعدته لكنها فشلت فنهضت وأسرعت نحوه وناولته كأسا من الماء شربه دفعة واحدة فهدأ واختفى ذلك السعال، وضعت الكأس الفارغ على الترابيزة واستدارت لكي تعود لمكانها فأمسكها من حافّة كمّها الطويل قليلا وحرص على ألّا يمسك يدها، التفتت له فجأة وكانت نظراتها على يده الممسكة بكمّ عباءتها، سألها قائلا: ما اشتكيتيش عليا ليه؟

إلتزمت الصمت فتركها ثم أشار على المقعد القريب من سريره وطلب منها قائلا: ممكن تقعدي شوية عاوزك في موضوع

رنيم بغضب: حضرتك مفيش بينا ولا موضوع ولا كلام

يوسف برجاء: ارجوكي

واستأنف: لآخر مرة

لم تقبل فورا، ظلت واقفة للحظات ثم توجهت إلى المقعد وجلست عليه فقال: انا لما عرضت عليكي الشغل والشقة مكنتش عاوز اشتريكي ولا حاجة زي ما انتي فاكره، انا ضميري معذبني من ساعة ما حصل اللي حصل يعني انتي خسرتي شغلك بسببي و مبقاش عندك مكان تقعدي فيه، يعني لو تبقي في الشارع و يحصلك حاجة بسببي انا مش هسامح نفسي أبدا، انتي فاكراني خايف من السجن!؟ السجن ده أهون من ان حياة انسان تتدمر بسببي وافضل شايل ذنبه طول عمري.

كانت تستمع إليه وتتصنع عدم الاهتمام بما يقوله، ورغم الحقيقة التي اكتشفتها في الصباح إلا أن هناك جانب منها يصدّقه، هو يقول الحقيقة فلو أنه سيشتريها كما تظن لكان طردها من بيته عندما رفضت مساعدته عند أول مرة عرضها عليها، لكنه لم يفعل وما انفك يعرض عليها ذلك في كل حين .. شعرت بمشاعر مضطرمة، وبأنها تتأرجح بين التصديق والتكذيب. ختم يوسف كلامه بتوسل: ارجوكي اقبلي مني أعوضك على اللي حصلك بسببي، ده حقك انا مش عامل فيكي معروف، هديكي شقة بإسمك وهتشتغلي و بوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني زي ما انتي عايزة

رنيم بجمود: انا مش هقبل منك حاجة يا افندم، و لو على الشعور بالذنب فارتاح انا مسامحاك ولو كان العكس كنت رفعت عليك دعوة

تنهد يوسف بيأس، فهي صعبة المراس و ترفض للمرة الألف، تريث قليلا ثم تذكر كلام أدهم وحينها ازدرد ريقه ونظر إليها بعينين متسعتين لكي ينتقل للحل الثاني الذي عرضه عليه أدهم كنوع من المزاح الجاد لكنه أراد أن يفعل ويجرب كل شيء كي ترضى ولكي يتخلص من ذلك الذنب الذي يثقل كاهله

شعرت بنظرته مصوبة عليها فهزت رأسها نحوه وحينها قال بثبات: طيب تتجوزيني؟

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن