الفصل الواحد وثلاثون

595 18 0
                                    

صلوا على النبي ﷺ


وصل صلاح لمنزل خديجة، ركن سيارته بجوار البوابة ثم ترجلا منها، كانت خديجة في مزاج جيد بعد أن علمت بزواجها بصلاح وكل الإكتئاب الذي كان يُلازمها منذُ الصباح قد زال تماما، بينما صلاح فبمجرد وصوله إلى ذلك البيت لازمه شعورٌ بالإشمئزاز، ولولا خديجة لما دخل إلى ذلك البيت قط .. وصلا إلى الباب وطرق هو بدلا منها، نظرت له مبتسمة فخلع تلك الملامح المكفهرة وبادلها الإبتسامة وسرعان ما عادت تلك الملامح تغزو وجهه بمجرد أن فُتح الباب وظهرت كل من ماجي و منير .. شقّت ماجي طريقها إليها بلمح البصر وعانقتها بقوة وأجهشت بالبكاء، رفعت هذه الأخيرة يديها وبدلتها العناق قائلة: اهدي يا ماما انا كويسة

ماجي: انا كنت هموت من قلقي عليكي يا بنتي، مش عارفة كان هيجرالي ايه لو حصلك حاجة

خديجة: بعيد الشر عنك يا ماما ان شاء الله مش هتتكرر تاني

ابتعدت عنها لتترك الدور لمنير الذي اقترب منه وأخذها في حضنه هو الآخر وبدأت دموع الندم والألم والفرحة بعودتها تنساب على وجنتيه بهدوء، شعرت خديجة بانقباض في قلبها جعلها تتجمد وأخذت تلك المشاهد التي عاشتها عند اختطافها تعبر أمامها بوضوح كالشريط السنيمائي، لم تكن فترة طويلة قضتها هناك لكنها بمثابة سنوات طويلة، كانت كل ثانية تمر عليها مع هؤلاء المجرمين كأنّها سنة .. ظلّت متسمرة في مكانها ولم تبادله العناق، انتابه الإحباط والإحراج وكذلك الخوف .. الخوف من أن تكن إبنته الوحيدة وأميرة البيت قد كرهته .. كان وجهه يحتقن شيئا فشيئا وهو يبتعد عنه، ثم غمغم: الحمد لله على سلامتك على بنتي

نظر له صلاح بسخرية ونظرت له ماجي بلوم، لأنه السّبب في كل ما جرى لها .. ساد الصمت للحظات وهما على الباب ولم يتقدّما إلى الداخل، وقبل أن تعرض عليهما ماجي الدخول قال صلاح بنبرة قاطعة وهو يتأهب للرحيل: بعد بكره ان شاء الله كتب كتابنا انا وخديجة. عشان تكونوا جاهزين

اتسعت عينا ماجي والتفتت إلى منير تنتظر منه ردًا عليه، وعندما وجدته يلتزم الصمت عادت ببصرها لصلاح وقالت باستهجان: انت بتخرف! ما قولنا مفيش نصيب، هو مفيش غير بنتي في الدنيا!

صلاح: اه مفيش غير بنتك وبعدين انتو خلاص ملكمش الحق انكم تقرروا مكانها طالما مش بتحموها وبتحافظو عليها، وبعدين انا مستحيل اسيبها هنا معاكم تاني، انتو بتعرضوها للخطر بشغلكم المهبب والناس الوسخة اللي بتشتغلو معاها

استفزها حديثه فصاحت بنبرة مرتفعة: احترم نفسك انت ببيتي، و بعدين هي بنتنا وملكش علاقة بيها فاهم!

صلاح: آه لو كنتو تستاهلوها بس

ثم ابتسم لخديجة وأردف قبل أن يرحل: انا مليش خلق اتناقش معاكو، بعد بكره انا وخديجة هنكتب كتابنا برضاكم او غصب عنكم

لهيب إنتقامه (مـكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن