الفصل السادس : بيلي الملاك

47 4 0
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋

♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

simon

أتعذب كثيراً عندما أراها منهارة هكذا،  دموعها تصنع أخاديداً على وجنتيها تحرق بشرتها ولاتدري بأنها تحرق قلبي كذلك. أسوء لحظات مررت بها للآن هي التي أشاهدها تُخرٕج كل البؤس الساكن بجوفها.

لا أريدها أن تعاني.. تتألم وتبكي.  مامرّت به بالأعوام العشرة الماضية كانت كافية. البالغين لا يمكنهم إحتمال ما عانته من حالات إكتئاب وإنعدام الأمان والثقة بالذات. حتى تأتي طفلة تبلغ سبعة أعوام و تضطر للعيش بظروف كهذه.

أؤمن بأن كل شخص له قدره الخاص والذي سيعيشه قبِلَ أم رفض. فلا أحد يمكنه الفلات من قدره المحتوم.
لكن قدر هذه الصغيرة كان قاسياً بعض الشيء.

نعمة الإحتفاظ بصورة جيدة أخيرة لوالديها لم تحظى بها. آخر ما شاهدتهما كانا جثتان هامدتان.  لم ترى إبتسامة والدتها الحنون.. بل مجرد شحوب مرعب.

لم تجد نظرات أبيها التي تبثها الأمان،  مجرد جفنان مغلقان على عينان إنطفئت فيهما الحياة للأبد. وجهه كان مملوءاً بالكدمات المتفرقة. زرقاء صفراء ومنها المائلة للبني. شفتيهما البيضاء وأسفل عيناهما تلونا بالأزرق الداكن. كان منظرهما سيئاً للغاية. فكيف لطفلة إحتفظت بصورة مظهريهما الأخير لبقية حياتها.

فور أول نظرة لداخل عيناها الخضرواتين أدركت مكنونات قلبها،  وكأنها تحذّر من إنهيارها بأية لحظة. كنت أكيداً  من كل ما أخبرتني به لاحقاً. أعلم بأنها لاتزال حبيسة الماضي وذكرياته المؤلمة.

وكم عملت جاهداً بالسنين السابقة لجعلها تتخطى هذه المرحلة الصعبة والبائسة،  أعني كل شخص سيمر بأوقات سيئة.. سيئة جداً .  تجعله مُدمراً وتائهاً  ،  لكن لا نستطيع بكل بساطة الإستسلام لهذه الفترات القاسية، يجب أن نكون أقوى من كل المصاعب.. يتحتم علينا أن نتجاوز كل العقبات.. المآسي والمشاكل.
سواء بمفردنا أو مع أحبة وأصدقاء،  لكن مايهم فعلاً هو حقيقة أننا لم نُخلق لنرفع راية الإستسلام مطلقاً.

شعرت بإنتظام أنفاسها مع تنهيدات بكائية بين الحين والآخر،  لأتأكد من ذهابها لعالم النوم. وضعت ذراعي خلف ظهرها أسندها للوراء، والأخرى تحت ركبتيها وصعدت بها أحملها أين غرفتها. دثّرتها جيداً متمنياً لها من أعماق قلبي بأحلام جميلة تجعلها تشعر بالسلام الداخلي حتى وإن كان مؤقتاً.

إستلقيت على فراشي أناظر السقف بشرود،  فجأة قفزت لذاكرتي عبارتها " أريد الشعور بالأمان أكثر بعد ".
إعتدلت جالساً أفكر.. هل أنا حقاً أمثّل لها مصدر الأمان؟!
من بين الجميع ؟  .. الجميع !  ، تشعر معي بالأمان؟!!

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن