الفصل الخامس والعشرون: مأساتي بفعل فاعل

4 3 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

♕****************** ♕

قال سايمون:  " نحن نتعامل مع أُناس خطرين إذاً "
أدار وجهه ناحي مسهباً:  " هذا يعني بأنكِ ربما تكونين في خطر " نفى جون إستنتاجه:  "لا أظن، على الأرجح سر هوية الفاعل ضاع مع وفاة الخالة أنجيلا، وبهذا لن
يهتم لوجود إيزابيلا وظهورها بعد كل تلك السنين" 
_" معك حق " همس بها مون بينما عيناه معلقتان بي.

شعرت بإندفاع الدموع في عيناي، غير أني أبيت الخضوع لهم كما كل مرة. هذا ليس وقت الضعف والنحيب.. تيتّمت بفعل فاعل وليس بمشيئة القدر، وهذا وحده دافع إضافي لجعلي أغدو أقوى، مواصلةً سعيي في كشف اللثام عن الحقيقة والإنتقام لهما من القاتل.

رغم مكافحتي الواهية لدموعي، إلا أني أحسست برطوبة تسيل على طول خدي. نبّهني عقلي بأنهما ينظرا لي بهذه اللحظة. ألقيت نظرة سريعة عليهما ، وجدتهما يطالعاني بنظرات الشفقة اللعينة.

صحت مستاءة: " إلامَ تتطلعان؟ " فأشاحا مرتبكين.
هدرت من بين أسناني غاضبة، مكتفية من نظرات التعاطف تلك:  " إن نظرتما لي مجدداً بعين الشفقة فسأقوم بإقتلاع أعينكما ".

علّق جون ممازحاً، يحاول تلطيف الأجواء التي أضحت مكهربة :  " ويحي !.. لم أكن على علم بكون قريبتي مخيفة لهذه الدرجة, يجب علي الحذر بالتعامل معكِ مرة أخرى ".

سألني سايمون مستغرباً ردة فعلي العنيفة، وأنا لا ألومه:
"  ماذا دهاكِ بيلا؟! " .  تحاشيت عيناه القلقة على حالي وأجبته أراقب أصابعي التي رحت أعبث بهم:  " أنا أكره أن ينظر أحدهم لي بالشفقة أو.. " لم أستطع إيجاد الوصف أو الكلمة المناسبة، قلت حانقة من نفسي: 
" فقط أكره ذلك ".

داعب خصلات شعري مبتسماً:  " سكرتي ليست بحاجة للشرح لأفهم ماترمي إليه ". وجدتني ابتسم بحياء عابثة بأناملي أكثر. ضحك قريبي المعتوه:  " ياإلهي ! ماهذا التحول المفاجي في شخصيتكِ؟ من الوحشية للخجل "
إستطرد مخاطباً الثاني:  " يبدو أنك تعرف كيف تهدّء من روعها ".

تبسّم موجهاً أنظاراً تخترقني:  " طبعاً.. فأنا أحفظ سكرتي عن ظهر قلب، أعرف مداخلها أكثر مما أفعل مع ذاتي " صفق متأثراً:  " يالكما من عصفوري حب رائعان، لم أكن أعرف بكونك عاطفي لهذه الدرجة ياعاشق ".

شعرت بالحرارة تستقر في وجنتاي، صحت منغاظة منه ومن مزاحه الثقيل:  " اصمت جون ! " لينفجر الإثنان ضحكاً علي.

لهذا السبب أؤثره عن الجميع دون إستثناء، لأنه الوحيد الذي يعرف كيف يخرجني من أكثر لحظاتي سوداوية، ليلوّنها ببهجة الضحك كما فعل آنفاً.

لقد إنتشلني من قاع محيط حزني.. أنقذني للمرة التي لا أحصيها، حقيقةً لم أعد أعرف المرات التي ينجدني فيها. لأني إن فعلت فلن تسعفني الأرقام.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن