الفصل الرابع عشر: قَصاص متهوّر

57 4 0
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋

♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

وكأن الحياة قد قامت بصفعه مراراً،  كل صفعة أقوى من سابقتها. رؤيته لآثار أصابع صديقه على عنقها،  كان من أقسى ما شاهد. والسبب الرئيسي هو..

أغلى شخص على قلبه كان هو من تسبب في أذيتها.
لكن هذه المرة غير كل المرات التي مضت،  كانت على وشك توديع الحياة دون عودة.

مجرد التفكير بالأمر يجعل فؤاده يتمزق لأشلاء.
تُرى ما الذي فعله بها؟
هل عذبها أم فعل الأسوء؟!  .

أطرق يصمّ أذنيه بيديه،  محاولاً إسكات الأصوات العنيفة التي إحتلت عقله. صور تخيّلية لما قد يكون فعله لها.

هو يعرفها جيداً ويحفظ ردود أفعالها.
يكاد يراها تبكي بعجز،  تدفعه تصرخ وهو يغلق فمها.
إنه شاب ويعلم كيف يرى الشبان الفتيات،  بأي طريقة ينظرون إليهنّ.. وهو واحد منهم.

يحبها حباً غير مشروط،  لكن يتعيّن على من يحب أن يفتدي روحه وكل شيء إفتداءً لمحبوبه.  لا أن يسبب له الوجع والأذى.

تأنيب الضمير يعتصر قلبه بقبضة باردة غليظة القوة.
كل شيء بات يخنقه،  حتى الهواء ذاته.

أين كان هو عندما كانت تعاني؟
يمرح فاقداً عقله دون أن يكترث لأي أمر آخر.
الدماء في عروقه تغلي،  تطالبه بتنفيذ القَصاص،  قَصاصه الخاص الذي سيجعله يدفع ثمن تجرّؤه على الإقتراب من أملاكه الخاصة.. من شخصه الأحب لفؤاده.

وكما يفعل دوماً،  إندفع دون أن يفكر لبرهة بما يريد فعله. تسحّب للقبو يخطط لما سيفعله بصديقه الذي أضحى عدوّه.  يريد أن يعرف أولاً إن فعل بها أذىً.

أن يروي له ماحدث بأتفه التفاصيل،  ليفعل به المثل بل أكثر بكثير.

أدار مقبض باب القبو غير أنه كان مقفلاً. إستنتج أنه سايمون وطبعاً المفتاح سيكون بحوزته.
لكم الباب الخشبي المهترئ غاضباً.  عندها أيقن أن لا بُدّ من كسره.

تراجع خطوتين للوراء ثم جرى نحوه يدفعه بكتفه بقوة جعلته يتحطم. دلفه بخطوات واثقة،  يبحث بعينيه عن فريسته. إلى أن وجده مُلقى في زاوية مظلمة من القبو.

لمعت عيناه بشر خالص خاص بشخص عديم الشفقة.
مشى ناحه وإبتسامته العريضة محتلّة ثغره. تقرفص وبعدها وبكل قسوة قبض على شعره يرفع رأسه إليه.

من يراه يظنه ساديّ بلا قلب كالوحوش تماماً.. وهو كان هكذا فعلاً لحظتها.

أخرج من جيبه سكين حادة صغيرة لامعة وقرّبها من عنق المضّرج بدماؤه. مررها على مكان حنجرته ورويداً أخذ يضغط بالسكين أكثر عليها،  إلى أن جرحها جرح طفيف. خيط رفيع من الدماء إنرسمت على عنقه.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن