فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني على الإستمرار🦋
♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡
تسيرُ هائمة بين الناس .. بلا وجهة محددة.
تتفحّص الطرقات، تحاول أن تتعرف على أي طريق مألوف علّها تعلم أين هي الآن. لكن كل شيء كان ملوّناً بالأسود والرمادي حولها.. كل شيء. الأزقة المبللة بقطرات المطر. الحشود التي تتدافع، ممسكين بمظلاتهم السوداء. يريدون الإحتماء من هذا البرد القارس والتنعّم بدفئ منازلهم الآمنة.. بعيداً عن الرياح و زخّات الأمطار منقطعة النظير. وأحياناً ندف الثلج التي تغرق أسقف المنازل والشوارع، لتفترش برداء ناصع البياض.السماء الملبّدة بالغيوم الرمادية الكثيفة، تُرسل لهم قطراتها الباردة الشفافة، لتزيد من ضياعها. حاجبةً الرؤية عن عيناها المحمرّتان.
إختلطت دموعها بحبات المطر التي بلّلت وجهها وأغرقت ثيابها والتي لا تقيها شرور قسوة الجو الصقيعي، سوى القليل.
وقفت بمنتصف الطريق ومن يسير بجانبها يدفعها وكأنها غير مرئية لهم. لم يكلّف أحدٌ منهم عناء سؤالها عن سبب تواجدها في منتصف الطريق ، وحيدة بهذا الشكل وبهذا المكان . كلٌ مهتم بشؤونه غير عابئين لتلك الطفلة التي تقف وسطهم، عاجزة عن الحراك.. ليس لخطب أصاب جسدها الضئيل.
وإنما لأنها مشلولة اللسان قبل الأطراف.. لا تدري ما ستطلبه حتى.هاجم الوهن والجوع جسدها فلجأت لرصيف غارق ببرودة الأمطار، ومع ذلك جلست عليه ريثما تستعيد القليل من عافيتها المسلوبة.
أراحت رأسها على ركبتيها المضمومتان إلى صدرها، وبقيت هكذا لوقت لم تشعر به. فقط تراقب هذا الرجل الذي يحمل أكياساً تحوي أطعمة شهية ..تلك المرأة التي تمسك بيد طفلها وتهرع بالمشي، تحميه وهي مسرعين لمنزلهم.
عندما إستيقظت وجدت أن الشارع خالٍ تماماً وكل شيء محيط بها غارق في ظلام دامس، سوى من بضعة إنارات من نوافذ المنازل المجاورة المغلقة بإحكام ، لئلا يتسرّب البرد لداخله.
للوهلة الأولى لم يستوعب عقلها الصغير الوضع الجديد الذي هي به رغماً عنها. بعد أن تذكرت كل شيء سقطت دموعها الحارة على وجنتيها الحمراوتين إثر شعورها العظيم بالبرد السحيق.
تعالى صوت نحيبها رويداً ليغدو بكاءً عالياً، أفرغت فيه كل مشاعر الخوف الذي أهلك قلبها طيلة الساعات الماضية. ورغم ذلك لم ينتبه أحدهم لصوت بكاؤها.
وقفت فترنّح جسدها الهزيل، لتصدر معدتها صوت قرقرة تدل على شديد جوعها. وضعت كفها الصغير على معدتها، عاضّة على شفتها الشفلى، تحاول كبح شعورها.
سارت خطوات قليلة مترددة، لاتدري إلى أين تذهب.. إنها تائهة تماماً ولا أحد هنا لمساعدتها.. لقد رآها الكثير ولم يهتم أو يعيرها أدنى إنتباه لها.
أنت تقرأ
مَلَاذِيْ
Romanceتململتُ أُحاولُ تخليصَ نفسي و الإبتعادِ عنْ حافّةِ دمارٍ هالِكٍ. لكنّهُ كانَ قويّاً للغايةِ رغمَ ثمالتِهِ، أمامهُ أنا خصمٌ لا يُرى.. إقتربَ مني بوجههِ فأشحتُ مشمئزّةٌ منه. حرّرَ يدي وأمسكَ وجهي بقسوةٍ جعلتني موشكةٌ علىٰ البكاءِ. همسَ بنبرةٍ مستحيلٌ...