الفصل السادس عشر: الآن أو أبداً

43 3 0
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋

♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

simon

تتابع الأحداث بهذه السرعة المربكة والمواقف المريرة.. كل شيء كان قاسياً بدءً برؤيتها تكاد تلفظ آخر أنفاسها بين قبضتي ذاك الحثالة،  وإنتهاءً بحالتها التي جعلتني أذرف الدموع قهراً عليها وحقداً عليه.

تهوّر تشارلي دون مراجعة مايفعله ولو لبرهة من الزمن.
إحتمالية خسارتي لها حال رؤيتها ساقطة أرضاً دون أية حركة.. دون أن أرى إبتسامتها الهادئة الرقيقة،  دون أن أرى لمعة عينيها الأخّاذتين،  دون سماع ضحكاتها الرنّانة
وتصرفاتها الطفولية البريئة.

كانت كجثة هامدة حرفياً،  بوجهها الشاحب بسبب الرعب الذي شعر به قلبها الضعيف لوقت لا أعلمه.

أعترف بيني وبين نفسي أنه لم يأخذ كامل عقابه،  وبذات الوقت لا أقدر على أذيته أكثر مما فعلت. قلبي يحثّني بمزيد من الإنتقام وعقلي ينهاني عن الإنصياع لأوامر خافقي الغبية والطائشة ، وأنا مشتت بينهما.

جلس جوني جواري على الأريكة بعد رحيلها،  ربت على كتفي يواسيني. قلت تائهاً:  " كيف يمكنني إعادتها لما كانت عليه قبلاً.. بل وأفضل؟ رؤيتها بهذا الوضع تجعلني مدمّراً "
_" ليس بإستطاعتك فعل شيء لها غير تقديم الدعم المعنوي والمساندة، الزمن كفيل بتطييب كل جِراحها مهما كانت عميقة وصعبة "
_" ماذا عن الندوب التي ستبقى في قلبها؟ "
_" لكلٍّ منا ندوبه الخاصة التي تملئ جوفه.  كل منا لديه المعارك التي لا يعلم بشأنها أحد،  الحياة قاسية صديقي ولن ترحم أحداً مهما كان ".

غطيت وجهي بكفّي،  أطلق تنهيدة طويلة ليتها تخفف عني ثقل أعبائي. بات كل ما حولي سوداوياً كئيباً وأنا غارق في الوسط.

أردف:  " نصيحتي لك، دع كل شيء لوقته.  مايهمك هو الحاضر.. جدتك ستعود ليلاً وبالتأكيد لا تريد أن ترى وتدري بما حلّ بإيزابيلا ".  أبعدت يداي أتطلع له وقد أثار إنتباهي لنقطة مهمة.. نقطة كارثية.

تمتمت وقد أُضيف إلى همومي هماً جديد:  " جدتي! كيف لي نسيانها!! ".  إستدرت ناحه ألتمس منه المساعدة:  " ماذا علي فعله؟ هي ستدرك مباشرة بأن إيزابيلا ليست على طبيعتها،  تعرفها وتحفظها عن ظهر قلب "
_"إن سألتك عن تبدل حالها المريب أجبها بأن الموضوع عادي فهي مراهقة، وما ستفعله أمر طبيعي،  من تبدل المزاج وردود الأفعال العنيفة والتمرد حتى.  يبقى الأهم هو إقناع إيزابيلا بعدم قيامها بأي تصرف مثير للشبهات كما فعلت قبل قليل ".

برّرت:  " هذا ليس بيدها،  أنت لم ترها كيف كانت ترتعد هلعاً منك "
_" إذاً حاول أن لا تجعلها تخالط أحد وخصوصاًً الجنس الآخر، فبالنسبة لها باتوا جميعاً سواسية.  ستأخذ وقتاً طويلاً جداً لتتعافى من صدمتها كما ذكرت ".

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن