الفصل السادس والعشرون: صفعة متأخرة

7 3 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

♕****************** ♕

أفرغت حمولة الطاقة السلبية من جوفها على هيئة كلام وثرثرة تارة، وتارة أخرى بكاء ونحيب مرتفع. إلى أن تحول لشهقات خافتة، تخرج من ثغرها بين الفينة والأخرى.

رفعت وجهها للسماء فقالت مأخوذة العقل بجمال المشهد:  " انظر.. رغم إلتحاف السماء بظلمة الليل، إلا أن هنالك بضع غيوم رقيقة وكأنها غازات متجمعة مع بعضها. القمر المشعّ.. ما أروعه !.. أتعلم أمراً؟ ".

همهم مستفسراً لتسهب :  " مهما أطلت النظر له لن أملّ مشاهدته، تفاصيله بديعة وجذابة للناظرين. لا أعلم سر عشقي له صراحةً، لكن ما أن وعيت على هذا الكون وجدتني أسيرة جماله ".

إستدارت تنظر إليه ، تضيف قائلة:  " هنالك سحر بالموضوع، صحيح؟ " أومأ دون أن ينبس بحرف.
فلو تفوه بما يعتمل بصدره لكانت تركته ورحلت غاضبة منه. لقد إستنفد كل فرصه معها، سواء كصديق أو شيء آخر.. هو متيقن من ذلك. ولن يخاطر بإضاعة مزيد من الفرص، فلا يدري لربما كانت هذه فرصته الأخيرة.. وبعدها سيفقدها كصديقة للأبد.

عقدت حاجبيها مستغربة هدوئه الذي لم تعهده منه: 
" مابك هادئ على غير عادتك؟ ". تعلقت عيناه بعيناها، ينظر إلى عمقهما عديم النهاية.

فتح فيهه يريد التحدث، غير أن الحروف أبت الخروج فتعثر بهم وعاد للإستتار وراء صمته، مطلقاً تنهيدة طويلة حانقة.

سألته بقلق حقيقي:  " أتشتكي من أمر ما؟ "
أطرق يطالع الأرض. بماذا سيجيبها؟  أيخبرها بكونها هي علّته وهي الدواء بذات الوقت. حتى وإن باح بما يرغب، لن يغير من الواقع شيئاً.

خرج صوته مبحوحاً متحشرجاً:  " لا شيء.. فقط
متعب "
_" دعنا نعد إذاً ". تحاشى عيونها القلقة ووثب قافزاً عن الصخرة، ثم وكما ساعدها بالجلوس، ساعدها على النزول ليستدير سائراً وهي خلفه تحاول مواكبة خطواته السريعة الواسعة.

صاحت تلهث:  " مهلك علي تشارلي، إنقطعت أنفاسي "
توقف فجأة ينتظرها لتصل لجواره، ما أن فعلت حتى إستئنف مسيره، لكن هذه المرة أبطأ قليلاً.

قرقرت معدتها فتذكرت بأنها لم تضع شيئاً في فمها منذ البارحة. أخرج من جيب بنطاله حلوى ومدّها لها. إلتقطتها سعيدة وشكرته لتتناولها بنهم.

أردفت:  " أريدك أن تساعدني بأمر ما، يمكنك؟ "
دارى إبتسامته على نظراتها اللطيفة كالقطط، قال بإقتضاب :  " لكِ ذلك " عانقت ذراعه تقول بحماس:
"شكراً.. أريد منك مساعدتي في تزيين مكان قريب من الخيام"  . تسائل:  " تزيين؟ لمَ؟ " ردت بغموض:  " لأن لحظة الإعتراف قد آنت ".

توقف على حين غرة بينما هي أكملت بضعة خطوات.
فور ملاحظتها لتوقفه عادت متعجبة من فعلته.
قال ينهج وكأنه عدى لعدة كيلو مترات:  " إعتراف
ماذا؟! " تلعثمت مرتبكة من رد فعله:  " إنه.. أمر خاص قليلاً ".

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن