الفصل الخامس والعشرون: طامّة كبرى

17 3 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||


      ••**********«•♡•»*********••

ألا تشعرين بالشفقة عليه؟ يكاد الرجل يفقد عقله بسببكِ" قالتها آيريس لتنظر صديقتها لها بإستنكار وتقول:  " ماذنبي إن تفوه وفكر بالإنفصال عني؟ هذا أقل مايستحقه صدقيني ".

أردفت باتريشيا متعاطفة معه:  " معها حق بيلا، كفاه للآن ماقمتِ به بالمسكين " رفعت كتفاها بطفولية: " لا..
لا أريد ، أرغب بالإنتقام منه ".
إلتفتنّ ثلاثتهنّ على صوته الذي جاء من خلفهنّ:  " كنت أعلم بما تقومين به، لكني لم أكن على دراية بكونكِ حقودة لهذه الدرجة ".

تلعثمت:  " أ.. أأنت تستحق ذلك مون... أ.. أعني
سايمون " جلس جوارها متربعاً على الأرض العشبية:
" كل هذه التصرفات الطفولية لأني قلت علينا الإنفصال؟! " كزّت على أسنانها معتصرة معصمة بقسوة: " لا تكررها.. لا تلفظها حتى ".

لمعت عيناها ببريق لامع شفاف أحاط بهما، وقد أخذت شفتاها بالإرتجاف. ضمّ رأسها لصدره فحاولت تحريره منه غير أنه تمسّك بها لتهدأ أخيراً، بينما عقلها وقلبها بهما ضجيج العالم أجمع.

قالت بأنف محمرّ وصوت فاضَ دموعاً:  " أحمق.. غبي..
لئيم، تريد الابتعاد عني بعد كل هذه الأعوام التي قضيناها سويةً؟! كيف أمكنك التفكير بذلك.. ألا يكفيك تركي أول مرة هنا، والآن تخطط للتخلي عني للأبد.
ما أقسى قلبك!! ".

نبس نادماً:  " أعتذر.. كنت يائساً آنذاك "
_" لا تبرر، عذر أقبح من ذنب "
_" حسناً.. لن أبرر حماقتي، أنا أمامك وملككِ.. افعلي بي ماشئتِ "
كانتا تنظران لهما بحب وتمني.. رغم كون آيريس تعرف كم يحبها أليكساندر، إلا أنه خجول وغير قادر على التعبير كما تتمنى، بإستثناء عصبيته وإنفعالاته السريعة.
باتريشيا التي لم تَذُق طعم الحب النقي يوماً، جميع من تعرفهم يتقربون منها إما لجمالها أو لشعبيتها بالمدرسة.

فكرت كثيراً بما تريد فعله به بتلك اللحظة، لتنتهي عند قرار واحد سيريح قلبها ولو بشكل بسيط.
قبضت على كفه تقرّبه من فمها، لتقوم بغرز أسنانها الحادة في لحم ظهر وباطن كفه. تحديداً أسفل إبهامه.
لم يكن يتوقع فعلتها تلك فأطلق صرخة متألماً، هتف بعد أن انقضت عدة ثوانٍ ولم تنهي إفتراسها:  " كفاكِ بيلا... تباً... يدي! ".

أخرجت أنيابها وصدرها يتحرك بسرعة، مبتسمة بنشوة الانتصار وتحقيق المُبتغى. صاح غير مصدقاً:  " ما هذا بيلا.. أقام كلب مسعور بعضّكِ ولم أعرف؟ "
إنفجرت الفتاتان ضحكاً على كلامه لتلوّح بكفها غير مكترثة:  " إضحكا كما تشاءان، المهم أني أطفأت البضع من نار قلبي ".

هز رأسه يميناً ويساراً بخفة، مفترّاً بثغره قليلاً.
ينظر لها بذهول وصدمة. أراد توبيخها على تصرفها لولا رنين هاتفه الذي قاطعه، ليخرجه ويَرُد.
تبدلت ملامحه لتغدو جدية قلقة، نهض واقفاً يمشى بخطوات حثيثة، مبتعداً عنهنّ قدر المستطاع.
نظرت له مفكرة بهوية المتصل الذي جعله جاداً هكذا.. والأهم فحوى المكالمة.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن