الفصل الثاني والعشرون: حقيقة نسبي

43 5 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

♕****************** ♕

simon

فكرة التخييم هذه أفضل ماحدث في حياتي على الإطلاق. كنت أنوي الإعتراف لها منتظراً اللحظة المناسبة بعد هذه الرحلة.

حيث أصطحبها لمكان هادئ ولطيف، أخبرها عن مكانتها بقلبي وعن ذكرياتنا منذ الطفولة، ممهّداً لها الإعتراف.

كل مخططاتي تبخّرت عندما رأيتهما يطيلا النظر لبعضهما بطريقة جعلتني أفقد عقلي تماماً. بالأخص عينا تشارلي الأحمق، اللتان تفيضان حباً. أنا شاب وأعي تماماً معنى تصرفات الشبّان الآخرين، حتى أني أفطن لأدق حركاتهم ومعانيها.

كنت أعلم بأمر علاقتهما المؤقتة قبل سنتان، والتي إنتهت بفشل فظيع وكسر فؤادها. لكن ما أثار جنوني هو نظراتها إليه.. صحيح أنها لم تكن حباً، غير أنها ظلت تطالعه.

تخيلت بأنهما قد تصالحا وعادا من جديد .
التخيل وحده جعلني أجرها ورائي لمكان معزول، وأبدء بتحقيق إتهاميّ. نكرت إلا أني لم أصدقها حتى تأكدت من صدقها من خلال عيناها. دائماً ماكنت أعرف كونها صادقة أو كاذبة عبر قراءة عيناها العشبيتان. كانتا كالكتاب المفتوح والذي يسهل قراءته.

وقتها هدأت براكين قلبي الثائرة، وعندها فهمت أنني أغار عليها حد الجنون. هي لم تدفعني للشعور بالغيرة طيلة مدة تعرفنا ببعضنا. حيث كانت منعزلة عن بقية الشبان، وإن خالطتهم تكون علاقتها بهم ضمن الحدود.

فقط صديقها أليكساندر الأقرب من الباقي.
تعرفت عليه جيداً وتأكدت من شخصيته الغير مؤذية أو المنحرفة. عندها فقط إرتحت له. سوى من قلقي إن كانت ستبادله مشاعر تخذلني وتدمرني.

خمدت نيران غيرتي وقلقي تجاهه حال ملاحظتي قبل أشهر طريقة معاملته ونظراته تجاه آيريس، صديقتهم الثالثة. هو معجب بها وأراهن بأنه يحبها حباً ناضجاً حقيقياً. فهو ليس كتشارلي أو سائر شباب هذه الأيام.
كان ملفتاً للأنظار بنضجه وهدؤه، أفعاله الرجولية الراشدة.

وهذا الموقف الأخير لها مع تشارلي جعلني أكتشف بأني شديد الغيرة عليها من باقي الشباب، رغم ثقتي المفرطة بها ومعرفتي بشخصيتها المحترمة والمؤدبة مع الآخرين. إلا أني أظلّ رجلاً يثق في فتاته، غير عدم ثقته بالباقين.

لحظتها قررت عدم التأجل للغد وإنتهاز هذه الفرصة.
قُدّمت فرصتي على طبق من ذهب عندما إبتعدت عن الجميع، تريد الجلوس وحيدةً. ففعلت كما أفعل عادةً.. أقتحم خلوتها وهي لا تمانع ذلك أو تغضب مني.

كنت أرتب الكلمات برأسي وأتدرب خفيةً في سري. وبالفعل باشرت بذلك، لتفاجئني ببكائها وتصدمني بإعترافها الذي أطرب أذناي.. كانت أكثر جملة ساحرة أسمعها. وبالذات من صوتها العذب الرقيق الذي جعل قلبي يتراقص فرحاً وسعادة.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن