الفصل السابع عشر: إختطاف

22 5 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

  ♕****************** ♕

حاولت سحب ذراعي غير أنه أبى الإنصياع لي وشدّني بعنف،  وقفت متألمة بسبب ذراعي التي كادت أن تُخلع.
جنّ جنوني منه لحظتها..  كم مرةً سأتألم بسبب ذاك المعتوه؟ .

دفعته بقوة كانت كافية لجعله يرتد للوراء عدة خطوات لا أكثر،  وهذا مازاد من غضبي .

صرّ على أسنانه هاتفاً:  " ألا يمكنكِ الإنصات لي وتنفيذ ما أطلبه ولو لمرة واحدة؟ "
_"لأن من يتبعك يسقط للهاوية " قست نظراته وتشنج فكه وكأنه يريد الفتك فيّ.

قبل أن أرمش كان مقابلي،  رأيت نفسي مكبّلة بذراعه وبالأخرى مكمماً فاهي.

ماذا؟! .. أسيختطفني الآن!! .. لا أستغرب شيئاً منه .

بخفةٍ حملني وسار بي ينوي هبوط الدرجات،  عضضت باطن كفه المغلِقة فمي ليبعدها سريعاً يتألم. إستغللت الفرصة وصرخت أستغيث بسايمون. أعاد إغلاقه مطلقاً شتائم ومسبات غاضبة.

عضضته من جديد لكنه تحمل الوجع حتى إستطاع الخروج من المنزل وإدخالي عنوة لسيارة غريبة،  ثم أقفل الأبواب الأربعة.

جلس أمام المقود منطلقاً بي نحو المجهول،  بسرعة جعلتني أنكمش على نفسي خوفاً مما يخبئه المستقبل القريب لي.

تساقطت دموعي وأنا أناظره من مرآة السائق. كان التوتر
ظاهراً على وجهه،  لكن بذات الوقت لا أستطيع تجاهل
الحقد والوعيد اللذان يطلّان من عيناه.

قلت والدموع عالقة في ثنايا حبالي الصوتية:  " ماذا تفعل تشارلي.. أين ستأخذني؟ ".  أردف مركزاً على الطريق:  " بيلا رجاءً أصمتِ "
صرخت باكية:  " تختطفني وتطلب مني السكوت؟ أجننت !  ".

ضرب مقود السيارة،  يصبّ جامّ غضبه فيه يصيح بالمقابل:  " إيزابيلا أخبرتكِ أن تصمتِ " إنتفض جسدي فظعة من صياحه المفاجئ وإزداد بكائي شدة،  أواسي نفسي التي لا تنفكّ أن تقع في المصائب من كل حدبٍ وصوب.

هل هذا تشارلي الذي أعرفه؟
حقاً لم أعد أتعرّف عليه أو حتى أتبيّن ملامحه التي عهدها قلبي قبل عيناي.

إلهي كم يمكن للإنسان أن يكون مؤذياً مهما كان مسالماً
أو بسيطاً من الخارج.

لساني لم يقدر على إخراج أي حرف بعد صراخه العالي، لذا تمددت على المقعد الخلفي، أحتضن نفسي بذراعاي.
مستسلمة لقدري مهما كان ما يخبئه لي من مفاجآت ومصائب.

أغمضت عيناي أتخيل ذاتي لو قبل عشرة أعوام لم ألتقي بالجدة ليندا،  ما الذي كان سيكونه مستقبلي؟
ياترى أكنت سأحيا حتى هذه اللحظة،  أم كانت روحي قد فارقتني منذ عدة سنين خلت؟.

أعلم أن الله قد منّ علي بهذه العائلة،  لكن.. ما أعانيه الآن لهوَ كثيرٌ علي لأتحمله. الحياة أثقلت كاهليّ بكوارثها
التي تتهافت علي بإستمرار. أرغب أن أستريح لبعض الوقت على قارعة الطريق.. أن أستعيد بعضاً من أنفاسي التي سُلبت نتيجة جريي المستمر طيلة حياتي،  منذ مفارقة والداي لي بأسوء طريقة ممكنة. متلهفة للضوء الذي سينير عتمة حاضري ومستقبلي الضبابي.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن