الفصل الحادي والعشرون: آدمز أم واين؟!

39 6 0
                                    

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

♕****************** ♕

تحلّقنا جميعاً نحن الثمانية حول النار التي أشعلها جوناثان،  نتناول المقبلات الخفيفة كعشاء، متبادلين أحاديث مختلفة.

كان الجميع يتناقش إلا أنا التي بقيت محتضنة نفسي، مسندة رأسي على كتف آي. تفاصيل ماحدث صباحاً.. غيرة مون من نظرات تشارلي النفّاذة، غضبه علي لمجرد فكرة وجود علاقة من نوع خاص بيننا.

الفرحة تدغدغ قلبي بلا توقف، أقاوم الصراخ سعادةً والضحك ومجاهرة الكل بما يحدث معي الآن من مشاعر عدة، عصفت بخافقي بغتة.

أهذا هو طعم الحب؟
أعترف بأني لم أكن أحب تشارلي كما أحب عزيزي.
لقد كان تعلّقاً فحسب.. حتى أنه لم يُشعرني بما أشعر به حالياً مع مون. كنا كل يوم نتخاصم أو بالأحرى أنا أخاصمه لكثرة إنشغالاته عني في أمور تافهة.

أو هكذا كنت أظن.. فقد تبيّنت حقيقته لاحقاً وقتما رأيت صوراً له مع فتيات كثراً، الرسائل النصية والمحادثات كانت صادمة، بمثابة صفعة عنيفة أدمت عقلي وقلبي قبل شَفَتيّ، ورغم ذلك لم أصدق بكونه خائناً من الدرجة الأولى .. لربما تعلقي به جعل عقلي يرفض ما شاهدته عيناي. مكتفياً بأوهام نسجتها برائتي الساذجة.

مررت بأوقات عصيبة كدت فيها أن أستسلم لفكرة الإنتحار. فآنذاك قبل عامين تشارلي كان الأقرب لي وقتها. كونه يتردد بكثرة على منزلنا، عكس مون المنهك بدراسته لمدة طويلة أوشكتني على نسيانه فيها تماماً.

نصفي الناضج كان واثقاً بعدم أهليّته لهذه المكانة في حياتي وقلبي، وبأنني سأندم لاحقاً. غير أنني كنت أرى صفات كثيرة مشتركة بيني وبين تشارلي، معتقدة بأن التشابه الذي بيننا كافٍ لإعمار جسور العلاقة نحو الأبدية. جاهلة فكرة أن الإختلاف أحياناً هو الذي يُنجح العلاقة.. مهما كانت.

أتصرف بطفولية والطرف الآخر يكون ناضج وواعٍ.
أنا ذات إنفعال ناري وهو حليم ذو أعصاب ثلجية.
حتى وإن كانت أذواقنا بالفن أو الحياة متضاربة، فلا ضير في ذلك. الإختلاف هو مايوحّدنا..

إنسحبت من الجلسة بهدوء وإتجهت صوب مكان السيارتان، والذي كان قريباً من الباقين. جلست على مقدمة سيارة عزيزي مون، مسندة ظهري على اللوح الزجاجي الكبير.

رفعت رأسي أراقب السماء المظلمة، تأملت الثريّات الصغيرة جداً نسبةً لي.. متناثرة في الأفق الشاسع المظلم، متألقة في عتمته. كم تأسرني مشاهدة النجوم المتلألئة في سواد الفضاء السرمدي.

إنتفض جسدي وقتما أحسست بيد تلمس قدمي. نظرت للجهة التي تم لمس قدمي بها لأرى سايمون الذي بادرني بالسؤال القلق:  " لمَ جئتِ لهنا وحدكِ؟ ألم تخافي "
تأملته لبعض الوقت وأجبت دون وعي:  " لا، لأنك بجانبي وستحميني كما تفعل دوماً ". رأيت التفاجؤ المرسوم على وجهه، وشعرت بالذهول من نفسي لتفوهي كلاماً لم أحسب له حساباً.

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن