الفصل الثلاثون: لا تخذلني

7 4 0
                                    

صلوا على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .. ولي ولكم الأجر 🦋

||رجاءً إدعموني بإضاءة ال ⭐ وتفاعلوا ب 🗨
حتى أستمر بنشر الروايات 🌼🌗||

♕****************** ♕

سأل جوناثان:  " ماذا تتوقعون ستكون ردة فعل
جداي؟ " نظرت له وجلة من طرح هذا الموضوع بغتة. لقد سرد لها عن ماضيهما وكم كان الجد قاسياً مع أطفالهما. تُرى كيف سيعاملونها؟.. أسيطردونها أم يتقبلونها؟!.

مسحت الخالة على شعرها مجيبة:  " سنعرف ذلك عندما يحضرا ". تشبثت عيناها القلقتان بخاصتي خالتها، أو كما اسمتها بسرارة نفسها " سراب أمي ".
وجدت مشاعر الطمأنينة تغلّف قلبها عبر كلمات صامتة روتها نظراتها الحانية.

أراحت رأسها على صدرها تستنشق عبير الياسمين الذي ينبعث منها. فكمت روت لها بأن والدتها كانت مهووسة بهذه الزهرة وتعشق رائحتها مذ أن كانت مراهقة، ولذا لشدة حبها لشقيتها تقلّدت حبها بهذه الرائحة منذ لحظة فراقهما وحتى الآن.

كل شيء بها يشبهها ولوهلة كادت أن تصدق أن أمها بُعثت من رفاتها لتعود حية بينهم. لكنها خالتها التي تملك عائلة أخرى، زوج غير والدها.. أولاد غير إخوتها والتي لطالما أرادتهم. الواقع يفرض ذاته على خيالها الوردي.

تأملتهم صامتة المظهر غرار جوفها الممتلئ بالتساؤلات التي لا تملك إجابة لأحدهم. فكرت في حالهم وكيف أنها الآن بين أحضانها، حيث لم تشعر بعدم الراحة في عناقها. عمها الذي منذ أن إلتقته وحتى هذه الثانية، كان دائم المزاح وبشاشة الملامح. جوناثان تحسّ وكأنه أخ ثاني لها بعد تشارلي. وأخيراً ديانا التي شعرت بأنها مقربة منها رغم إحساسها بالغيرة بالبدء، إلا أن تعاملها البسيط والمحب معها جعلها وكأنها وسط عائلتها منذ الولادة وليس ساعات.

ففكرت.. هل رابطة الدماء هي السبب، أم أن محبتهم لها هي بالفعل الدافع وراء إحساسها بالإنتماء. لم تعرف الجواب ليُضاف لقائمة أسئلتها الداخلية سؤالاً لاحيلة بالتخلص منه. ولكن من يهتم؟.. إنها حالياً تعانق خالتها وعلى طرفها الآخر عمها، محاطة بولديهما. شاكرة للقدر الذي أهداها إياهم بعد طول إنتظار.

وبينما هي كذلك.. غارقة ببحر أفكارها هادئة الأمواج، إذ بأمر أثار جنون أمواجه لتغدو شديدة الهياج.
صوت رجولي ثخين عكّر سلامها الداخلي، ليحلّ مكانه إضطراب وقلق.

تأهب الجميع بسبب حضوره المباغت، تاهت الأعين بين الجد وحفيدته التي أغمضت عيناها بقوة، خوفاً من رؤيته ومواجهته، فبقيت محتضنة إيزابيلا الكبيرة.

قال حفيده مرتبكاً:  " أهلاً بك جدي "
لم يرد عليه وخاطب ابنه:  " أرى أن لديكم ضيوفاً "
غمغم الأخير:  " إنها من أهل البيت جدي"
سأله المعني:  " ماذا؟ "
_" ها؟ لا.. لاشيء، أحادث نفسي "
هدر من تحت أنفاسه، منزعجاً لسخافة حفيده حسب نظره:  " تافه ".

مَلَاذِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن