"سيجبيرت."خرج دوق سيرديلا من القصر ونادى ابنه.
كان سيجبيرت في طريقه للبوابة متجولًا عبر الحديقة، فتوقف والتفت للخلف.
"إلى أين تذهب؟"
"إلى الخارج."
"إلى أين تحديدًا؟"
"......"
مرة أخرى، صمتٌ معتاد.
كان سيجبيرت يخرج كل يوم دون أن يقول إلى أين يذهب.
"في عمرك، كنت أتولى مسؤوليات سيد الدوقية."
هذا العام أتم سيجبيرت 21 سنة.
هو أيضًا وريث سيد الدوقية، وبالرغم من تجواله المستمر، سيأتي اليوم الذي يتحمل فيه مسؤولية الدوقية، ويصبح دوق سيرديلا.
لكن في الفترة الأخيرة، صار الأمر يثير غضب والده.
"الريتيوم مخطوبة لدوق جيروير"
كم مرة كرر على سيجبيرت أن يُظهر جاذبيته كرجل أمام ريتشي.
لكن ذلك الولد لم يهتم بنصائحه وأضاع الريتيوم لصالح دوق جيروير بكل سهولة.
حتى ان إياندوين جيروير كان مفقوداً لفترة طويلة، أليس كذلك؟
"إياندوين في مثل عمرك، وقد أصبح دوق جيروير بالفعل."
حدق سيجبيرت بعينيه الخضراوين نحو والده.
لم يعرف لماذا فجأة بدأ والده بتوبيخه على أمور لا يهتم بها.
"أما تريش التي تصغركَ بعام، فقد أصبحت نائبة رئيس برج السحر."
"ريتشي جيدة في السحر."
"أتتفاخر؟ طلبت منك أن تأخذ الأمور بجدية، وأنت سعيد بأن الريتيوم جيدة في السحر؟ ماذا تنوي أن تصبح في المستقب-"
"دوق سيرديلا."
"هاه!"
أمسك دوق سيرديلا برقبة سيجبيرت.
كلامه صحيح؛ فهو الوريث، وهذا منطقي.
"ومن قال ان منصب الدوق سيذهبُ الى ولدٍ يقضي وقته في التجوال؟!"
"......."
أشار سيجبيرت بإصبعه الى الأمام.
"ايها ال-! اتشير بإصبعكَ إلى والدك!"
تحول دوق سيرديلا إلى ذئب أحمر ضخم واندفع نحو سيجبيرت و هو يصرخ بصوتٍ عالٍ.
اهتزت أرجاء قصر الدوق من صوت الوحش المخيف، مما أفزع الخدم في الطابق الأول وأجبرهم على السقوط من شدة الرعب.
لكن سيجبيرت لم يتحرك حتى قيد أنملة.
أصدر الدوق صوتاً حاداً وهو يظهر أنيابه الحادة، موجهًا حديثه لسيجبيرت الذي كان ينظر إليه بهدوء.