لم يعرف إيان بمن يشبه وارن في عناده، لكنه كان عنيداً بشكلٍ خاص.لديه شخصيةٌ تلاحق الأمور حتى النهاية، وكان من المحتمل أنه يختبئ في مكان ما مستغلًا غفلة ديون، رغم أنه لم يتجاوز السادسة من عمره بعد.
في تلك اللحظة، لمح إيان شيئًا يلمع في مجال رؤيته.
كان شعراً فضي.
"وارن؟"
رغم أن ما كان يراه هو مجرد ظهره، كان متأكدًا من أنه وارن.
بدأ إيان يتعقب ابنه بصمت.
كان وارن قد خرج من القصر الفرعي متجهاً إلى القصر الرئيسي، وبما أن هناك مسافةٌ بينهما، يبدو أن وارن لم يكن يدرك أن ايان يتبعه.
'هل سيذهب إلى ديرسيديون؟'
في لحظةٍ ما، بدا أن وارن على وشك أن يلتفت للخلف، فأسرع إيان بالاختباء خلف شجرةٍ كبيرة قريبة.
لقد أتقن فنون التخفي من لعبة الغميضة التي كان يلعبها مع ايلي، فكان واثقًا من أنه لن يُكشف أمام وارن.
'ابي، قال وارن بأنه يريد أن يصبح قاتلاً'
في البداية، ظن أن الأمر مجرد إعجاب عابرٍ لطفل في السادسة، لكن لم يتوقع أن يصبح الأمر بهذه الجدية حتى أنه بات يضايق جده من أجل ذلك.
والأسوأ أنه أزعج ديون أيضاً.
'يجب أن أوقفه.'
كان على إيان أن يمنع وارن من محاولة مهاجمة خاله. فمن المؤكد أن ريتشي ستقلق إذا علمت بالأمر.
وفي اللحظة التي قرر فيها إيان أن يمسك بوارن، شعر بيد توضع برفق على ظهره، و اختفى الأوم المتراكم بفعل القدرة التي استخدمها في البحث عن وارن اليوم.
التفت إيان ليجد ريتشي تبتسم له برقة.
"ماذا تفعل؟"
"ريتشي."
مد إيان ذراعيه بشكل طبيعي ليحتضن خصر ريتشي، وسألها بلطف.
"متى جئتِ؟"
"للتو. بايثون و جِيد قالا بأن هناك شيئاً ممتعاً يمكنني رؤيته."
"شيءٌ ممتع؟"
"لا أعرف ما هو، هذا ما قاله بايثون."
أشارت ريتشي إلى جيبها، حيث كان بايثون يطل برأسه منه.
"إياندوين، هل تريد أن ترى ذلك أيضًا؟"
تألقت عينا بايثون السوداوتان بخبث.
*****
كان ديون جالسًا على أريكةٍ في غرفة الاستقبال و يقرأ الصحيفة.
رغم أن الصحيفة التي أمسك بها بكلتا يديه حجبت الرؤية، إلا أنه لم يكن غافلًا عن صوت خطوات قادمة إلى غرفة الاستقبال.