كانت هذه مشكلة لم تواجه ايلي مثلها في حياتها القصيرة التي امتدت لأربع سنوات.كيف يمكن أن يختفي والداي؟
"......"
زمّت ايلي شفتيها، ثم تذكرت حديثها مع خالها ديون.
"خالي، هل أنت قوي؟"
"نعم، قوي."
"إذاً، هل ايلي قويةٌ أيضًا؟ قال بايث بأنني سأكون قويةً مثل أمي."
"أمكِ قوية......نعم، و أنتِ أيضًا ستكونين قوية."
ألم يقل لها خالها ذو العينين الحمراوين، الذي يبعثُ بالثقة، بأنها قوية مثل أمها؟
"حسنا!."
لذا، لن تبكي.
تراجعت ايلي بخطواتٍ ثابتة إلى الخلف، متجهة نحو الباب الذي دخلت منه، وهي تراقب غرفة الدوق و الدوقة.
حتى تلك اللحظة، لم يعد والداها بعد.
عادت ايلي إلى غرفتها وبدأت تئن قليلاً وهي تفتح خزانة الملابس.
"سأفعل هذا بهذه الطريقة."
وجدت بين الملابس المرتبة بعناية من قبل آنا ما أعجبها.
كان رداءً للخروج.
رداءً مصنوعاً من قماشٍ سميك بلون البيج الفاتح، ومطرزاً بخيوط ذهبية وفضية."رداء عائلة ايلي."
كان الطقس لا يزال حاراً لارتدائه، لكن كان هذا حدثاً هاماً بما يكفي لتختار زيها المفضل.
ارتدت ايلي الرداء فوق ملابس النوم، وهي تبذل جهداً لرفعه على جسدها الصغير.
لم تكن تعرف كيف تربط الشريط، فحاولت بيدَيها الصغيرتين ربطه بجد.
ثم ارتدت حذاء الخروج بصعوبة.
رغم وجود خطأ طفيف حيث التصق الشريط اللاصق بالجانب الخطأ من الحذاء الآخر، إلا أنها نجحت في النهاية.
"واو."
أُعجبت ايلي بنفسها، وفتحت باب الممر.
كان المقبض مثبتاً في الأسفل ليتمكن الأطفال من الوصول إليه.
وقفت ايلي، ذات الأربع سنوات، وسط ممر قصر جيروير الواسع.
قبضت يدها الصغيرة بحزم.
"أستطيع فعلها."
بدأت مغامرتها للبحث عن والديها المختفيين.
*****
أقيم حفل ميلاد ايلي الرابع بهدوء في ساعات الفجر الأولى.
كان مكان الاجتماع السري للمفاجأة هو قاعة الحفلات المستقلة داخل قصر جيروير.
"صباح الخير."
"أليس من المفترض أن نقول إنه ما زال فجراً؟ لا يزال أمامنا وقتٌ طويل قبل أن تشرق الشمس."