"كلما اقترب الوقت، بدأتُ أحيانًا أرى ذلك في عينيه، وليس فقط في الأحلام. أرى عيني وارن تضيء مثل اصحاب القدراتِ في جيروير. لذلك طلبتُ من وارن أن ينتظر قليلًا، لكنه على ما يبدو لم يستمع اليّ جيدًا. فمنذ وقت ما، عندما كنت أطمئنهُ بأنه سيستيقظُ قريبًا، بدأ يرد عليَّ بألا أزعج نفسي في مواساته."تنهدت ريتشي بأسى.
"هل هذا مهم جدًا لأصحاب القدرات أن تظهر لديهم أو لا؟ بالنسبة لي، وارن هو وارن، و ايلي هي ايلي، لن يختلف الأمر. في الحقيقة، لا أفهم ما الذي يَقلقُ وارن بشأنه. هل يجوز لي أن أفكر بهذه الطريقة وأنا والدته؟"
"أنا أتفهمه."
اقتربت شفتا إيان من عيني ريتشي، وقبَّلها برفق قبل أن يبتعد.
أغمضت ريتشي جفنيها للحظة وفتحت عينيها، ثم سألت إيان.
"تتفهمه؟"
"لأنها كانت نفس مخاوفي في السابق."
"أي مخاوف؟"
رد إيان بكلمة واحدة، وبدلًا من الإجابة، قام بلمس خد ريتشي وقبّلها برفق.
لم يرغب في إخبارها. كان يخشى أن يخيب أملها عند كشف ضعفه، ويخشى أن تتركه لهذا السبب.
رغم أنها تهمس له بحبها الآن، كان يتساءل إن كان سيتلاشى ذلك الحب يومًا و تتركه ببرود.
مع مرور الوقت، أدرك أن تلك المخاوف كانت بسبب شكوكهِ في نفسه. كان قلقهُ نابعًا من عدم يقينه وثقته بنفسه.
"لا أعلم."
لقد قرر أن يعيش من أجل ريتشي. كان هذا وعدًا قد قطعه على نفسه بتفانٍ، كطريقة لرد الجميل لريتشي التي أنقذت حياته، و وعدها بإعطائها كل ما يملك.
لكن في أحد الأيام، بينما كانت حياتهما الزوجية تستمر، أدرك إيان أن ريتشي كانت تنقذه مرة أخرى.
'منذ أن أحبتني، بدأت أُشفى تدريجيًا.'
حتى ذكريات طفولته التي كان فيها مهددًا بالموت على يد والده، لم تعد تعذبه كما في السابق.
كلما أعطى الحب لريتشي ولأطفاله، شعر أن قلبه اصبح أكثر امتلاءً.
الندوب التي كان يعتقد أنها لن تُمحى أبدًا، أصبحت بالكاد مرئية، حتى انه اصبح الآن يبحث عنها ليجد آثارها.
"من الصعب شرحه."
"ماذا؟ هل هو سر بينكَ وبين وارن فقط؟"
ضيقت ريتشي عينيها نحو زوجها الذي يقف أمامها، مدعيةً بأنها غاضبة بطريقة لطيفة، مما جعل إيان يضحك بلا مقاومة.
اقترب منها وهمس في أذنها.
"نعم، قد لا يوافقُ وارن بمعرفتكِ لأفكاره."