"آه، يا إلهي."وضعت ايلي كفها على جبينها، بينما كان وارن يتحدث عبر جهاز الاتصال وكأنه يودع أمه.
والأسوأ من ذلك، أن الشخص الذي كان يستمع لم يكن سوى والده. و هكذا لن يختلف الأمر عن المعتاد.
"أمي ساحرةٌ عبقرية، لذا......بدلًا من وجودي أنا، الذي لا يستطيع حتى ممارسة السحر، بإمكانها أن تجد ابنًا آخر ليكون ساحرًا رائعًا......"
كلما استمعت الى اخيها، ازدادت رغبة ايلي في البكاء.
لم يكن الأمر حقيقيًّا، لكن خيال وارن بأن والدته ستتركهم كان حزينًا للغاية.
'هذا لا يمكن أن يستمر. يجب أن أوقفه.'
مدت ايلي يدها نحو وارن، وفي تلك اللحظة......
"يبدو أن هناكَ سوء فهم."
أضاءت الأرضية بالكامل، وبدأ جسد ايلي يرتفع تدريجيًا في الهواء.
"ماذا؟!"
"آآآه!"
وارن، و جهاز الاتصال، و الكرسي، و المزهرية -
كل شيء في الغرفة فقد جاذبيته وبدأ يطفو في الهواء.
وفي وسط كل هذا، كان هناك شخص واحدٌ فقط يقف على الأرض.
"أمي!"
"أمييي!"
ابتسمت ايلي بإشراق، وانفجر وارن بالبكاء مجددًا، و كان وجهه مغطى بالدموع.
دخلت ريتشي الى الغرفة، وأمسكت وجنتي ايلي بكلتا يديها.
و بنبرةٍ مليئة بالحنان، تحدثت وهي تنظر إلى ابنتها المبتسمة.
"لقد عملتِ بجد يا ابنتي، إن احتجتِ إلى مساعدة في المرة القادمة، فاطلبي ذلك مني او من والدكِ."
"نعم!"
"أمي......"
كان وارن، الذي كان يطفو في الهواء، يتقدم نحوها وكأنه يسبح، ونادى عليها بنبرةٍ حزينة.
ضمته ريتشي إليها بقوة.
"لقد سمعتُ كل ما قلته لوالدك، فقد كنت أستمع من خلف الباب."
"أوه......"
"لم أكن أعلم بأن وارن يفكر بمثل هذه الأفكار."
"لماذا؟"
"لأنني، سواءً كان وارن مجرد دميةٍ أو صبيٌ لايجيد السحر، فلن أفكر أبدًا في تركه."
"......"
وارن لم يستطع الرد بسهولة على كلام ريتشي.
رغم أنه لم يكن يعتقد أن أمه تكذب، إلا أنه افكارا مثل 'ماذا لو غيرت رأيها لاحقًا؟' بدأت تتبادر الى رأسه.
فقد مرّ اليوم بتجربةٍ مشابهة.
اختار البودينغ كحلوى، لكنه ندم بعد تناوله لأنه لم يختر كعكة الشوكولاة.