بقي ديون واقفاً عند الباب، في نفس المكان الذي دخل منه إلى الغرفة، دون أن يتحرك."أحب أن أكون هنا."
هذه المسافة مثاليةٌ تماماً بالنسبة له.
ابتسمت ريشي بهدوء لكلماته.
ربما كان يفكر بأن وجوده قد يؤثر سلباً على الطفلة بسبب الأوم."لماذا لا تحملها أنت أيضاً، أخي؟"
"حسناً، جرّب ذلك."
وقف بليك وأعطى الطفلة إلى ديون. الطفلة الملفوفة بقطعة قماش بيضاء لم تبكِ، بل كانت نائمةً بهدوء.
اقترب الطبيب بجانبه وصحّح وضعية ذراعي ديون ليحمل الطفلة بطريقةٍ صحيحة.
تجمّد ديون في مكانه.
"ديون، تنفّس."
وصل الأمر ببليك إلى استخدام قوته من أجل ابنه البالغ.
وقف ديون متجمداً بوضعيته الغريبة لبعض الوقت، ثم تحدث بصوتٍ مرتجف.
"أرجوكَ، خذها مني."
كلمة "أرجوك" لم يكن أحد ليتوقع أن يسمع هذه الكلمة تخرج من فم ديون طوال حياته، مما جعل الحاضرين في الغرفة لا يعرفون إن كانوا سيضحكون أم يبكون.
كان عليهم ألا يضحكوا، لكن بليك، الشخص الوحيد الذي لا يخشى ديون، ضحك بصوت عالٍ، وكذلك ابتسمت ريشي بسعادة وهي تتابع المشهد بعينيها، وتفكر بأن هذا هو معنى العائلة حقاً.
الشخص الوحيد الذي لم يتأثر ولم يفكر في الضحك كان إيان، الذي لا يزال في مرحلة البكاء و الاعتذار.
*****
الأكاديمية الإمبراطورية في روكشا.
"لا توجد طريقة، حتى نهاية هذا العام......"
كان أستاذ قسم النباتات يتجول داخل مكتب أساتذة القسم بقلق.
ومن شدة اضطرابه منذ الصباح كالمعتاد، لم يتمالك الأستاذ الجالس بجانبه نفسه ووقف فجأة من مكانه.
"أعطني إياه! سأجرب إنبات هذه البذرة بنفسي!"
"لا، لا يمكنك!"
انتزع أستاذ النباتات الملقط من يد الأستاذ الذي بجانبه.
"هذه آخر بذرة متبقية في إمبراطورية روكشا......لقد تم منع تصديرها تماماً، لذا لا يمكننا الحصول على أخرى!"
"إذاً، هل ستتركها هنا لتتعفن؟ لقد مضى نصف عام على هذا الحال، وإذا لم تنبت هذه السنة، ستفسد، أليس كذلك؟ سأعتني بها بنفسي. ربما لا تعلم، لكنني كنت معروفاً في صغري كمنبتٍ ماهر!"
تصاعدت الحماسة بين الأستاذين حول تلك البذرة، حيث كان أستاذ النباتات مصمماً على عدم السماح لأحد بلمسها، بينما أراد زميله إنهاء هذا الصراع الذي استمر لستةِ أشهر.