"أنت لص. لصٌ يسرق ما هو لي."استيقظ إيان من كابوسه.
جلس في سريره بعد ان نهض، على الرغم من أنه لم يتذكر تفاصيل الحلم، إلا أنه تذكر بوضوح الصوت الأخير الذي سمعه.
كان صوت والده، الدوق السابق جيروير، الذي لم يعد حتى يتذكر ملامحهُ الآن.
'لقد مر وقتٌ طويل منذ آخر مرة حلمتُ بذلك.'
ارتسمت على وجه إيان تعابير باردة،
تعبيرات لا يمكن وصفها بوجهِ ابنٍ يتذكر والده الراحل."إيان......؟"
بجانبه، في نفس السرير، نادته ريتشي التي كانت نائمة بجواره.
انحنى إيان نحو كتفها الدافئ وقبّلها، ثم غطّاها بالبطانية مجددًا.
"ما زال الوقت مبكرًا. عودِ للنوم، ريتشي."
"همم...."
ردت ريتشي بصوتٍ نصف نائم وأغلقت عينيها مرة أخرى.
لم يمضِ وقت طويل على نومها، لذا كان شعورها بالنوم عميقاً فنامت ثانيةً بعد عدم تمكنها من الاستيقاظ كلياً.
"وبذلك، أعلنُ أنكما قد أصبحتما زوجين."
قبل عامٍ واحد.
ارتبطت ريتشي ذات الـ23 عاماً، بإيان ذو الـ24 عاماً، و اعلنا زواجهما بمباركة الكاهن الأكبر.
كانت ريتشي ترتدي فستاناً أبيض ناصعاً، بابتسامتها التي تضيء وجهها بينما تنحني أمامه.
حتى الآن، عندما يتذكر إيان ذلك المشهد، يشعر بقلبه ينبضُ من السعادة.
"......"
لكن، ليس قلب إيان وحده هو الذي كان ينبض عند استعادة تلك الذكرى.
عاد إيان إلى السرير مرة أخرى، وعندما تسللت ريتشي إلى حضنه، وضع ذراعه كوسادةٍ لها بشكل طبيعي.
منذ زواجهما، أصبح إيان يجد صعوبةً في التخلي عن هذه اللحظات، مما جعله يستيقظ متأخراً شيئاً فشيئاً.
ورغم أن ساعات نومه كانت مقاربةً للمعتاد، إلا أن بقية الوقت كان يقضيه بالتأمل في وجه ريتشي النائمة.
وبعد مرور عام، ما زال يجد صعوبة في تصديق الأمر. بأن ريتشي بجواره بالفعل، وأنها زوجته.
'ريتشي، أنتِ لا تعلمين.'
ربّت إيان بلطف على ظهرها وتحدث في نفسه.
'سعادتي كلها من صنعكِ أنتِ.'
عشتُ طفولتي منتظراً يوم موتي.
كان والدي يعتبرني عبئاً عليه. و كنت أعتقد أن العيش في هدوء، بعيداً عن الأنظار، هو طريقي الوحيد لتمديد حياتي.
كنت أريد العيش، لكنني لم أعرف كيف. و كنت أعتقد أن الموت سيأتي قريباً لا محاله.
في ذلك القصر الكبير الذي وُلدَ وترعرعَ فيه، كان إيان وحيداً تماماً.