لقد كان لقاءً مع روبنهارف بعد غياب طويل.
آخر مرة التقيا فيها كانت في مهرجان الصيد قبل ثلاث سنوات.سأل إيان روبينهارف، الذي ظهر في حياته الهادئة فجأة.
"نعم، لقد مضى وقت طويل، سمعت أن تجارتكَ قد توسعت بشكل كبير."
نظرَ اليه روبنهارف بكل فخر.
"نعم، تجارتنا تسير على ما يرام."
لقد حقق هدفه بأن يصبح رجل أعمالٍ ناجحاً، على الرغم من أن الدافع وراء هذا الهدف كان حبه الأول الذي اختطفها هذا الرجل الواقف أمامه.
'لكنني لم أعد روبنهارف القديم.'
لم يعد يشعر بأي معاناة. فقد أصبحت ريتشي، حبه الأول الجميل، بالنسبة له الآن مثل شقيقته.
حتى أن توأمه الصغيرين يُعتبران أخوةً لريتشي.
لذا يمكنهُ القول بأن عائلة الدوق رودويك وعائلة الدوق هيبيتزمان أصبحتا كعائلةٍ واحدة تقريباً.
"هل انتما بخير؟"
بادر روبنهارف بسؤال إيان بمرح، رغم أن ابتسامته المنعشة بدت غريبة بعض الشيء، لكن إيان أومأ برأسه بلا تعبير.
"نعم، أنا و ريتشي بخير."كما توقع، بدا أن علاقة ريتشي العاطفية تسير بسلاسة.
"كنت متأكداً من ذلك. أنتما تبدوان مناسبين لبعضكما."
قال روبنهارف ذلك بنبرةٍ أخوية وهو ينظر بسرور، وفي عينيه الزرقاوين انعكس الخاتم في إصبع إيان البنصر.
لم يكترث إيان لنظراته وبدأ يصب الشاي.
"أفكر في التقدم للزواج قريباً."
"ماذا؟"
فوجئ روبنهارف بكلمات إيان، وكانت طبقةٌ من الجليد تغطي السجادة تحت حذائه.
لا، لقد كانت ردة فعل طبيعية بسبب ريتشي، التي يعتبرها كأخته الصغيرة.
الزواج؟
لو سمع ديرسديون بذلك لكان قد أبدى بعض الاضطراب في انحاء الامبراطورية.
نظر روبنهارف إلى إيان محاولاً ضبط مشاعره.
"متى تخطط للتقدم للزواج؟"
"في وقتٍ قريب."
"آه، وهل ريتشي موافقة على ذلك؟ اعني الزواج؟"
"......؟"
كان سؤالاً سخيفاً.
'فبالطبع وافقت ريتشي على الزواج لأنها كانت مخطوبة.'
ربما يراه إيان سؤالاً غريباً أيضاً، إذ نظر إليه باستغراب.
'لماذا اشعرُ بجفافٍ في حلقي؟'