عاصفة الهوى (٦٤)
بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيمووووسيف اتصل بمؤمن قبل ما يروح، وعرف إنه في بيته، فعدى عليه. استقبله مؤمن ودخلوا مع بعض وسأل عن كريم وأخباره، بس مكنش لسه عندهم علم بأي حاجة.
سيف بحرج: "أنا عارف إن الجو هنا متوتر بسبب قضية كريم وناريمان، وعارف كل الظروف الصعبة..."
مؤمن قاطعه باستغراب: "إنت مش محتاج لمقدمات، ولا إنت حد غريب علشان تقول مقدمات. هات من الآخر."
سيف ابتسم بحرج: "سبيدو، زي ما إنت عارف، طلب إيد آية."
مؤمن ابتسم: "عارف، أيوه."
سيف كمل: "وطبعًا مش هيغيب عنك جنانه وتهوره. فأول ما رجعنا من بره، وهو بيزن، عايز يكتب كتابه عليها. بيقول: إحنا في هدنة من المصايب، ألحق أكتب قبل مصيبة جديدة ما تحصل."
مؤمن ضحك: "بجد قال كده؟"
سيف بضحك زيه: "والله يا إبني، قال: إنتو عيلة مش بتفوق من المصايب. أكتب وبعدها نشوف مصايبكم اللي مش بتخلص."
ضحكوا شوية واتريقوا عليه، وبعدها سيف: "بكرة هنكتب الكتاب."
مؤمن بفرحة: "طيب والله كويس، مبارك يا رب، وربنا يتمم لهم على خير، وإن شاء الله مفيش أي مصايب. نخلص بقى."
قطع كلامهم صوت ضحكات صغيرة وجرى إيان أول ما شاف أبوه: "بابااااا."
مؤمن شاله، وبعدها إياد حصله، شاله هو كمان. الاتنين بصوا لسيف اللي قرب يسلم عليهم وهزر معاهم شوية: "تصدق؟ هما فيهم شبه من بعض. يعني أي حد ممكن بسهولة يفتكر إنهم توأم."
مؤمن ابتسم: "هما فعلًا توأم، مولودين فوق روس بعض."
سيف بفضول: "مين أكبر؟"
مؤمن ابتسم: "إياد اتولد الأول."الاتنين سمعوا صوت حمحمة خفيفة، بعدها سما دخلت: "السلام عليكم."
الاتنين ردوا السلام، وهي بصت لمؤمن: "الاتنين جريوا مني، وسيبتهم لما لقيتهم معاك. تحب أخدهم؟"
مؤمن بحرج: "لا لا، يا دكتورة، سيبيهم معايا. أصلًا وحشوني الاتنين. متشكر جدًا لحضرتك، ومعلش تعبناكِ معانا."
سما بحرج: "يا خبر، تعب إيه بس؟ على العموم لو ضايقوكم ابعتهم عندي."
خرجت بعدها.
سيف علق: "إيه؟"
مؤمن بعدم فهم: "إيه إيه بالظبط؟ حدد."
ابتسم: "إيه العبارة؟ مين الدكتورة دي؟"
مؤمن شرح صلة القرابة وسكت، فسيف منتظر الباقي: "وبعدين؟"
مؤمن بحيرة: "مفيش بعدين، بس كده. قريبة من البلد وبس. إيه هو اللي وبعدين وبعدين دي؟"
سيف باستغراب: "أنا مالي ومال قريبة وكده؟ بتكلم عنك إنت."
مؤمن بحيرة: "أنا؟ أنا مالي؟"
سيف أضاف: "ما تفتح عينك. البنت، زي ما قولت، دكتورة وكويسة، واللي لاحظته إنها حابة العيال، فليه لأ؟"
مؤمن استوعب قصده فعلق بذهول: "إنت قصدك أنا وهي؟"
سيف أكد بسرعة: "أيوه، قصدي إنت وهي. هيكون قصدي إيه؟"
مؤمن عينيه وسعت: "أنا لسه مطلق. عايزني أبص لواحدة تانية وبالسرعة دي؟ ليه؟ زرار هدوس عليه أعمل delete (حذف) وبعدها أعمل replace (استبدال). إيه يا سيف؟"
سيف بعقلانية: "مش حكاية زرار. بس خلينا نتكلم بالمنطق. هسألك أسئلة، رد عليها. إنت بتحب نور لسه؟"
"لأ طبعًا.
"طيب، هل ممكن ترجعلها في يوم من الأيام؟"
"برضه لأ، مستحيل بعد كل اللي عشناه."
سيف شاور بدماغه: "طيب تمام، فصفحتها مقفولة تمامًا. إيه المانع تفتح صفحة غيرها؟"
مؤمن استنكر كلامه: "مفيش مانع، بس مش هقدر يا سيف أرتبط بحد دلوقتي. اللي عيشته الفترة الأخيرة مع نور كان صعب."
سيف بتفهم: "عارف إنه كان صعب، بس يا مؤمن الحب ما بينتهيش بين يوم وليلة. أعتقد والله أعلم إن بقالكم فترة مش كويسين مع بعض، والموقف اللي حصل كان زي القشة اللي قصمت ظهر البعير، مش أكتر. مفيش واحدة بتصحى من النوم واخدة قرار طلاق. في مواقف بتتراكم فوق بعض لحد ما تعمل فاصل أو حد صعب نتخطاه. فاعتراضها على قعدتك هنا وعلاقتك بالعيلة لا يمكن يكون وليد اللحظة."
مؤمن بتذكر وشرود: "اعترضت من أول ما عرفنا بعض، وكانت سبب في أول خلاف أو خناقة بيني وبين كريم. ساعتها كريم كان في مصيبة ومراته منهارة، وأنا بسبب كلامها زي المتخلف شُت فيه وزعلته، ولما عرفت اللي حصل ندمت وقررت ما اسمحش لأي حد يدخل بينا تاني."
سيف بتأكيد: "يعني بالفعل المشاكل دي مش وليدة اللحظة، ده عمر بحاله. يبقى مشوار وانتهى يا مؤمن، بس حياتك ما انتهتش. أنا طبعًا ما أعرفش سما علشان أقدر أحكم عليها، بس كل اللي بقوله افتح قلبك... أو بلاش قلبك، سيب قلبك للأيام. افتح عقلك وفكر بمنطقية. طالما البنت كويسة وبتحب التوأم دول، مش واحد فيهم، وبتحب بيت العيلة، يبقى مفيش مانع. المهم بس في البداية تكون إنت متقبل وجودها. الحب بيجي لوحده مع الاهتمام والعشرة. واللي سمعته إنه بيدوم أكتر لأنه بيجي مع المواقف الصعبة، مش بيكون متزوق ولا عليه أضواء. ده اتخلق بصعوبة وفي ظروف صعبة، فبيكون قوي جدًا."
مؤمن بدأ يفكر في كل مرة شاف فيها سما، واستغرب إنه شايفها بوضوح. ملامحها ظاهرة قدام عينه، مش مشوشة ولا باهتة. ابتسم لما افتكر وهي بتشده في الترعة ووقوعها بعدها. سيف لاحظ شروده وابتسامته فعلق: "ابتسامة أقفش! إيه اللي خلاك تبتسم؟ في حاجة حلوة أهو، لو فكرت شويتين هتلاقي حاجات حلوة بس مش واخد بالك منها."
مؤمن وقفه: "يا إبني، اهدى. مفيش حاجات حلوة، ومخك ما يروحش لبعيد. هو موقف واحد كان بداية تعرفنا، ولا أكتر ولا أقل."
حكى له الموقف، وضحكوا جامد، وصوتهم كان عالي. لكن سكتوا تمامًا مع دخول حسن المرشدي. وقفوا احترامًا له، حسن قرب وسلم على سيف، بعدها مؤمن وضح: "سيف كان جاي يقولنا علشان كتب كتاب أخته بكرة على سبيدو، يعني بيستأذن بسبب ظروف كريم و..."
قاطعه حسن: "ومالها ظروف كريم؟" (بص لسيف) "مبارك لأختك وربنا يتمم لها على خير يا إبني. وبإذن الله، هنيجي أنا ومؤمن نحضر كتب الكتاب. عرفنا فين بس؟"
سيف بحرج: "في البيت، مش هنعمل حاجة كبيرة."
حسن باستنكار: "وليه مش هتعملوا حاجة كبيرة؟ فرّح أختك يا سيف. الفرح عزيز."
سيف: "عمي، إحنا المشاكل حرفيًا محاوطانا من كل جانب، فنفوق منها شوية وهنعملها فرح كبير بإذن الله. بعدين ده كتب كتاب، يدوب على قد العيلة والمقربين."
انسحب سيف، ومؤمن طلع أوضته. لقى نفسه بيفكر في سما بشكل جديد، وسأل نفسه: "هل ممكن؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/376580014-288-k294415.jpg)
أنت تقرأ
عاصفة الهوى
Romanceعاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطالها الرواية حصريه و ممنوع نشرها او نقلها في اي جروب بقلمي : الشيماء محمد أحمد #شيموووو