2

20K 387 18
                                    

جاءت نهاية الأسبوع أخيراً.. جهزت حقيبتي ونزلت

"عمة آني طالعة.. رايدة شي؟" قلت بينما أقف أمام مدخل المطبخ

"وين؟" التفتت إلي

"للمكتبة"

"ماشي بس لا تتأخرين"

"ان شاء الله" أرسلت لها قبلة من بعيد وخرجت.. لا أصدق أني سأدرس في مكتبة.. لم أفعلها في حياتي أبداً.. لا أعلم حتى كيف أن عمتي صدقتني.. دخلت المكتبة بحذر لكي لا أصدر صوتاً.. بحثت عن المغرور بعيني لأجده جالساً وأمامه مجموعة كتب.. سرت إليه

"سلام" همست

"هلا" رفع رأسه

"شنو هاي الكتب؟" سألت بينما أجلس أمامه

"كتب تتكلم عن موضوع البحث الي بتكتبينه" أجاب

"نبدي؟" قلت بينما أخرج أغراضي من الحقيبة

"دقيقة.. نتعرف أول" قال بابتسامة وقرب كرسيه إلى الطاولة ليجلس باعتدال

"تمام.. تفضل" أشرت له ليبدأ هو

"إسمي بدر، من السعودية، ثمانية وعشرين سنة، مدير الشركة الي شفتيها" عرف نفسه

"مرام، من العراق، عمري سبعطعش، طالبة" عرفت نفسي أيضاً

"حلو.. نبدا؟" قال

"يلا"

"أنا بعطيك معلومات وأفهمك الموضوع بشكل بسيط وانتي تكتبين حسب الي فهمتيه.. طيب؟"

"تمام" قلت ليبدأ الشرح.. حاولت التركيز في ما يقوله ولكنني لم أفهم أي كلمة مما قاله.. هذا العطر يشتتني

"لحظة لحظة" أوقفته
"شنو إسم عطرك؟" سألت ولكن يبدو أنني نسيت كوني في مكتبة.. وجه الجميع أنظارهم إلي

"أولاً صوتك.. ثانياً أنا قاعد اشرح وانتي تسألين عن العطر؟"

"إي ما أقدر اركز.. العطر دوخني" وضع رأسه على الطاولة بصبر نافد
"أمانة قولي إسمه" قلت باستعطاف.. رفع رأسه ورمقني بنظرة قاتلة

"إنسي العطر الحين.. بعيد من البداية وحاولي تركزين إذا ممكن" قال وأخذ نفساً عميقاً ليهدئ نفسه قليلاً ثم أعاد الشرح من البداية.. هذه المرة حاولت التركيز في شرحه ثم سجلت ما فهمته على شكل مقال

"خلصت" وضعت القلم جانباً
"أحس طلع أحلى من قبل" أعطيته الدفتر ليتفحص ما كتبته

"حلو.. مستقبل كاتبة" قال بإعجاب

"شكراً.. لو ما إنت ما جان حيطلع بهالترتيب" قلت بامتنان

"ولو.. ما سويت شي" أجاب بابتسامة لطيفة

"صار دوري أنفذ وعدي؟"

"لا.. بالأول لازم أسوي تعديلات لتصميم السيارة بس بخليك تكلمين الرجال يعطينا مهلة كم يوم قبل القرار النهائي"

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن