بعد سوء التفاهم الفظيع الذي حدث، جاءت أخوات بدر واعتذرن مني على الموقف الذي وضعونا فيه.. من المحرج أن أتلقى اعتذاراً ممن هم يكبرونني سناً.. على أي حال، مر الأمر وانتهى على خير.. لا يمكنني وصف رد فعل جود حين علمت أنني صرت فرداً من العائلة.. لقد جن جنونها فعلاً.. بدأت تصرخ وتقفز في أنحاء المنزل.. أما لمى فقد رحلت عن منزل ندى دون عودة.. لم أستطع الاستمتاع بدور العروس المدللة طويلاً لأننا قررنا أنني سأعود إلى أمريكا بسبب اقتراب موعد بداية الفصل الدراسي الثاني.. وقفت عند الباب أودع أهل المنزل
"الله معك يا زوجة خالي الحبيبة" ضمتني جود.. إنها متحمسة فعلاً
"طول حياتي خايفة إن لمى النشبة تكون زوجة خالي بس الحمدلله جت مرام حبيبتي وأنقذتنا" قالت بسعادة.. ضحكت من كلامها"جود.. بتسكتين ولا كيف؟" قالت والدتها باستياء
"وش فيك يمه.. ما قلت شي ترا" قالت مدافعة عن نفسها
"لحد يكلم حبيبة خالها.. خلوها تقول الي تبيه" ضمها بدر إليه
"يلا يلا.. خلي حبيبة خالها الحين وخذ البنت المطار.. بتفوتها الطيارة" قالت جميلة.. ودعت الجميع واتجهنا إلى المطار
"شنو قالولك عني؟" سألت بدر عن رأي أخواته فيّ كزوجة أخ للمرة الألف بينما أنتظر موعد طائرتي
"قالو انهم ما بيلقون أحسن من مرام تكون زوجة اخوهم ومع ان عمرها صغير بس هي بنت مسؤولة وشاطرة" أجابني للمرة الألف
"الحمدلله يعني حبوني" قلت ببهجة
"أتحدى أحد في العالم ما يحبك" التفت إلي بابتسامة خافتة.. عيناه تلمعان بطريقة غريبة.. سرت قشعريرة في ذراعي.. نظراته نحوي عميقة جداً.. كما لو أنه ينظر إلى معجزة ما.. أيعقل أن يحبني شخص ما لدرجة أن يراني كمعجزة؟
"عيونك.. حلوات " قلت بارتباك.. حدقنا ببعضنا قليلاً ثم ضحكنا بهدوء.. أظن أننا دخلنا مرحلة جديدة من علاقتنا.. لا أعرف كيف أصف الأمر.. إنه شعور غريب
#بدر
حان موعد رحلتها وبدأت تتجهز لتذهب
"لا تتأخر" وقفت على أطراف أصابعها لتعانقني
"ان شاء الله" قبلت جبينها.. أخذت حقيبتها وسارت مبتعدة
"مرام " لحقت بها لتتوقف ملتفتة
"أحبك" لا أعلم لمَ لكنني شعرت بحاجة لقولها.. وقفت تنظر إلي دون إبداء رد فعل"أدري" ظهرت على وجهها ابتسامة واسعة وذهبت مسرعة
#مرام
بدأ الفصل الدراسي بعد أيام قليلة من وصولي وعاد بدر بعد فترة ليست بطويلة لكنني مع ذلك بقيت في منزل عمتي.. رن جرس الباب ليلاً بينما أتجهز للنوم
"مرام.. فتحي الباب" نادت عمتي.. سرت إلى الباب وفتحتها لأجد بدر
"تفضل" قلت بابتسامة وابتعدت قليلاً ليدخل.. نظر إلي بصمت لثوانٍ ثم انحنى ليحملني على ظهره.. هل أنا أتعرض للاختطاف؟.. خرج وأقفل الباب خلفه
"وين ماخذني؟.. نزلني" صرخت ضاربة ظهره بقبضتي.. وضعني في السيارة وركب بجانبي
"على الأقل خليني أقول لعمتي" حاولت النزول ولكنه أمسكني وحرك السيارة بسرعة
"وين رايح؟.. رجعني للبيت.. لازم انام.. بدر.. عندي دوام الصبح" صرخت ولكنه استمر بالضحك ساخراً مني.. وفي النهاية وجدت نفسي أمام منزله
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)