اتصلت بي السيدة نوال بينما أعمل
"هلا؟" أجبت
"بدر وينك؟" سألت
"في الشغل.. ليه؟"
"سويت دولمة وتذكرتك"
"يا سلام.. دولمة مرة وحدة؟" قلت بحماس لأسمع ضحكتها عبر الهاتف
"حجيبها للشركة عادي؟"
"أكيد.. إذا ما فيها تعب" هذا لطف منها إضافة إلى أنني جائع بالفعل ولا يمكنني الخروج للغداء لأنني مشغول
"ماشي.. شوية وأكون هناك"
"لو وصلتي بس دقيلي عشان أنزلك"
"تمام" أغلقت الخط وعدت إلى عملي.. سمعت صوت معدتي تقرقر بعد ثوانٍ.. التفكير بالطعام يجعل المرء يجوع أكثر.. حاولت إشغال نفسي حتى يصل الطعام .. لم يأخذ الأمر إلا ثلاث عشرة دقيقة حتى رن هاتفي ثانية.. حملته واتجهت إلى المصعد مباشرة
"يلا يلا يلا" قلت بقلة صبر وأنا أنتظر المصعد.. ما إن فتح الباب حتى دخلت وضغطت زر الطابق الأرضي.. خرجت من باب الشركة ونظرت حولي حتى رأيتها تلوح لي من بعيد.. سرت إليها بابتسامة
"سلام" ألقيت التحية
"سلام وهلا" قالت ببهجة
"ألف عافية مقدماً" قدمت لي حافظة الطعام التي بين يديها"مشكورة.. تزاحمتي" قلت بينما آخذها
"مرام علمتك (تزاحمتي)؟" قالت ممازحة
"سمعتها منها بالعراق وأعجبتني"
"لسان العراقيين وما أدراك ما لسان العراقيين" قالت لنضحك معاً ثم تمر لحظة صمت
"كيف حالها؟" سألت
"الحمد لله.. قاعدة تمشي بعلاجها وتاخذ أدويتها بانتظام" أجابت
"الحمد لله"
"كونت صداقات والكل يحبها هناك.. حتى الممرضات صاروا صديقاتها"
"وين ما تروح تلم الناس حواليها.. مغناطيس مهي ببشر" قلت لتضحك هي
"حروحلها بعد شوية.. ما توصيني أقوللها شي؟"
"إسأليها ما اشتاقتلي؟" قلت بنبرة ذات مغزى.. نظرت حولها ثم أشارت إلي لأقترب.. انحنيت إليها
"بيني وبينك قالتلي إنها اشتاقت لعطرك" همست.. عطري؟
"ممكن تمسكين الأكل لحظة؟" قلت وسلمتها الحافظة حين خطرت لي فكرة.. خلعت سترتي وأفرغت جيوبها ثم أعطيتها إياها
"هالجاكيت فيه عطري.. عطيه لها وقوليلها إني اشتقت لكل شي فيها""تدلل.. ما رايد شي ثاني؟" سألت
"سلامتك" أجبت.. لوحت لي وسارت مبتعدة.. دخلت وعدت إلى مكتبي مع حافظة الطعام
"ريبيكا" مددت رأسي خارج باب المكتب لترفع نظرها إلي
"أحظري صحوناً وملاعق من الأسفل.. لدينا وجبة دسمة لنأكلها"
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)