قضينا آخر يوم لنا في التجول لتريني مرام بغداد على طريقتها وفي الصباح التالي اتجهنا إلى المطار.. ركبنا الطائرة وجلسنا في أماكننا.. نظرت إليها لأجدها تنظر من النافذة.. تبدو حزينة أننا عائدان إلى المنزل
"لا تزعلين.. لما تخلصين علاجك ان شاء الله بنرجع مرة ثانية وبنطول عشان تعوضين كل الشوق" قلت واضعاً خصلات شعرها الناعمة خلف أذنها
"خايفة ما أرجع" قالت متنهدة
"مرام" قلت باستياء
"تمام تمام.. سكتت" قالت ضاحكة.. أمسكت يدها بابتسامة
"وين المحبس؟" سألت ناظرة إلى يدي.. رفعت يدي متأملاً مكان خاتم العقيق
"طاح مني بدجلة لما أغمى عليك" أجبت متنهداً
"ليش ما قلتلي؟.. خلينا نرجع ندوره" نهضت بسرعة
"لحظة" سحبتها من يدها لتجلس
"الطيارة بتطير بعد شوي.. تبين الرحلة تفوتنا؟.. و بعدين ترا مر على الموضوع يومين.. وين بنلقى الخاتم مثلاً؟""بس هذا المحبس هدية من أبوك" قالت بحزن
"يفداك الخاتم وصاحبه.. المهم إنك بخير" قرصت خدها.. نظرت إلي بأسف ثم عادت لتجلس وتربط الحزام.. تحركت الطائرة خلال دقائق لتلتفت هي إلى النافذة وتلوح بيدها
"حرجع.. انتظريني" قالت.. أحب الطفلة داخلها.. اقتربت وقبلت خدها لتبتسم بخدين متوردين
#مرام
لا أعلم كيف، لكن الرحلة مرت بسرعة فائقة.. قضيتها كلها في النوم لأمنع نفسي من التفكير لكن الكوابيس قامت بدورها بشكل رائع.. خرجنا من المطار لأمدد جسدي.. أكاد أسقط من التعب.. اتجهنا إلى المنزل وما إن وصلنا حتى رميت بنفسي على السرير وغفوت حتى عصر اليوم التالي
"ميمي" شعرت بيد تمسح على شعري بلطف
"قومي حبيبة عمة" فتحت عيني لأرى عمتي جالسة على السرير بجانبي.. نهضت واضعة رأسي على صدرها"لا أشعر أنه المنزل" قلت بتعب.. أشعر بالكآبة تجتاحني.. قبلت جبيني دون قول شيء
"وين بدر؟""هنا" دخل هو حاملاً صحناً فيه شطيرة صغيرة
"لا تقول هاي إلي" قلت برجاء
"للأسف حقك" مد الصحن إلي.. جلست باعتدال وأخذت الصحن من يده لأبدأ تناول شطيرتي بهدوء.. بما أنني قررت أنني سأعيش فسأفعل ما بوسعي
"رتبت جنطتج ورجعت كل شي لمكانه.. إنتي بس خلصي أكلج وقومي غسلي وبدلي ملابسج" قالت عمتي
"عاشت إيدج.. تعبتي نفسج" عانقتها.. انتهيت من طعامي واتجهت إلى الحمام لأدخل تحت الماء الدافئ
"مرام" جاء صوت عمتي من الخارج بعد قليل
"نعم" أجبت من الداخل
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)