19

4.8K 226 51
                                    

وصلت إلى السعودية بعد رحلة طويلة.. خرجت من المطار واتجهت إلى العنوان الذي أرسلته جود إلي.. وقفت أمام الباب أنتظرها أن تخرج إلي.. خرجت بعد قليل لأعانقها مباشرة

"البقية بحياتج" قلت

"حياتك الباقية" ضمتني بقوة
"الحمدلله على سلامتك" ابتعدت عني قليلاً

"الله يسلمج"

"تفضلي" دخلت معها لأعزي الموجودين.. جلست معهم قليلاً ولكن ذهني بقي مع بدر

"جود.. وين بدر؟" همستها

"الحين هو مو هنا بس لما يروحون الحريم يرجع مع باقي الرجال" أجابت.. بعد قرابة الساعة، بدأت النساء بالمغادرة حتى بقي أهل البيت فقط ولكن بدر لم يعد بعد

"الوقت بدا يتأخر.. لازم اشوف شي فندق انام بيه" قلت بينما أنظر إلى الساعة

"فندق؟.. ما تروحين فندق واحنا موجودين" قالت ندى

"ما أريد ازاحمكم.. أكيد بيكم الي مكفيكم وما محتاجين هموم أكثر"

"هموم؟.. ما أبي اسمع هالكلام مرة ثانية.. انتي زي بنتنا" قالت بلطف

"قاعدين تحرجوني" قلت بخجل

"لا إحراج ولا شي.. البيت بيتك" قالت بإصرار.. نهضت إحدى الفتيات وخرجت من الغرفة بامتعاض

"منو هاي الي طلعت؟" سألت جود بصوت خافت

"هذي لمى" أجابت مشيحة بعينيها

"بنت عم بدر؟" سألت لأتأكد من أنها هي نفسها التي أرادوا خطبتها له

"إي.. تعرفينها؟"

"تقريباً"

"يمه.. أبوي جا ويقول انه يبيك" دخلت إحدى بنات ندى محدثة والدتها

"شكل الرجال جو" قالت جود

"أقدر اشوف بدر؟" سألتها بشوق.. نظرت حولها

"هاني" نادت أحد الفتية الصغار الذين اقتحموا الغرفة
"وين بدر؟" سألته

"بدر تعبان.. قال بروح ارتاح" قال بصوته الطفولي

"قومي معاي" أمسكت يدي وسارت بي إلى إحدى الغرف في الطابق العلوي
"هذي غرفته"

"ممكن تروحيله إنتي أول؟" قلت بارتباك.. ضحكت هي والتفتت لتطرق الباب

"تفضل" جاء صوته.. كم اشتقت إليه رغم الفترة القصيرة التي غابها

"خالي.. ليه ما تجي تقعد معنا؟" سألته

"تعبان شوي" أجاب.. أشارت إلي بالاقتراب.. دخلت بحذر لأجده مستلقياً بينما يعطي ظهره للباب.. لوحت جود إلي وخرجت لتسير مبتعدة.. أغلقت الباب ثم جلست على السرير بجانبه وبدأت أمرر أصابعي خلال شعره

"جود لو سمحتي خليني لحالي" قال بانزعاج.. بقيت أنا صامتة أتأمله ثم انحنيت لأضع قبلة على جبينه
"لا تقعدين تسوين هالحركات.. خليني ارتاح لحالي وصدقيني بكون ممنون لك طول حياتي" كتمت ضحكتي بصعوبة.. استلقيت قربه وعانقته بكل قوتي

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن