"ريبيكا" خرجت من مكتبي
"نعم" وقفت السكرتيرة باحترام
"ألن تذهبي؟"
"سأنهي هذا الملف فقط وأرسله ثم أذهب" قالت مشيرة إلى شاشة الحاسوب
"انتهي بسرعة وعودي إلى منزلكِ.. لقد تأخر الوقت بالفعل" قلت لتومئ لي بابتسامة.. خرجت من الشركة واتجهت إلى منزل مريم.. أخذت نفساً عميقاً لعدة مرات ثم نزلت من السيارة وسرت إلى الباب.. ضغطت زر الجرس لتفتح هي بعد ثوانٍ
"أهلا وسهلا " قالت بسعادة
"فوت" أمسكتني من يدي وأدخلتني
"رح جيبلك شي تشربو" أجلستني على الأريكة وذهبت إلى المطبخ.. عادت بعد دقائق وأعطتني كأس عصير
"خبرني شو سر هالزيارة؟ ممكن تكون اشتقتلي؟" جلست وأمسكت يدي.. ابتسمت من كلامها.. وضعت الكأس على الطاولة أمامي"يمكن" اتكأت بهدوء وأغمضت عيني
"اشتقت لأيام الجامعة.. لما كنت أجي الصبح عند بيتكم عشان نروح مع بعض""إي والله.. يا ريت ترجع هديك الإيام" اتكأت بجانبي
"تذكرين لما كنا نفوت المحاضرات عشان الأكل؟" التفت إليها
"أكيد.. كان أهم شي الأكل.. خصوصاً يوم الاثنين"
"يوم الفطاير" قلنا في نفس الوقت وضحكنا
"تدرين إنك تغيرتي مرة عن هذيك الأيام؟"
"عن جد؟ شو الي تغير؟"
"كل شي.. بس احلويتي.. شعرك الي كان يوصل لنص رقبتك طال" مررت أصابعي خلال شعرها
"إي.. بعرفك بتحب الشعر الطويل" قالت بينما تلف خصلة من شعرها حول إصبعها
"تدرين وش الي ما تغير؟"
"شو؟" نظرت إليها بصمت لعدة ثوانٍ
"حقارتك" قلت بابتسامة ساخرة لتخفت ابتسامتها
"للحينك خبيثة.. قلبك أسود ومليان حقد وغيرة" أكملت"شو قـ..." سحبتها من شعرها قبل أن تتكلم
"شو بك.. شو عم بتساوي؟" قالت بخوف"إنتي الي وش فيك؟.. عاجبني شعرك.. تدرين إني أحب الشعر الطويل" شددتها بقوة أكبر
"تركني.. عم بتوجعني" قالت بألم
"والله توجعتي؟.. آسف" قلت ببرود ثم تحركت قليلاً لأجلس باعتدال
"مريم.. تذكرين أيام الدراسة وش كان يصير لكل واحد يحاول يحتك فيني ولا مو متذكرة؟" قلت بنبرة هادئة
"إسمعي.. الحين خلينا ننتقل للحاضر ونخلي الماضي الحلو على جنب.. إذا مفكرة إن الي سويتيه بيمر عادي وبنساه كأنه ما صار فنصيحة تعيدين حساباتك" أفلتها وبدأت أرتب شعرها برفق
"يعني أقولك عشان لو صارلك شي مستقبلاً لا تعتبين" قلت بينما أنهض.. ألقيت نظرة أخيرة على وجهها الشاحب وخرجت من المنزل تاركاً إياها.. ركبت سيارتي وأخرجت هاتفي لأتصل ببراد
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)