#براد
خرجنا من قاعة المحاضرات ركضاً ما إن انتهت المحاضرة.. حتى أننا جهزنا أنفسنا للمغادرة قبل دخولنا
"أكره هذه البروفسورة.. محاضراتها مملة وهي فظة وتشبه العفاريت أكثر من العفاريت نفسها" قلت بكره
"أتفق معك في أنها فظة وأن محاضراتها تجبرك على النوم لكنها لم تختر أن تولد بوجه عفريت لذا لا تقل هذا" قالت مرام بنوع من التأنيب
"أرأيتِ؟.. إذن أنا محق.. هي تشبه العفريت.. أنتِ قلتِ هذا بنفسكِ" قلت بسرعة
"لو اهتمت بمظهرها قليلاً فستبدو أجمل بالتأكيد"
"حتى لو فعلت فلن ينجح الأمر ولهذا فهي لا تهتم.. إنها يائسة من نفسها لدرجة أنها لا تحاول إصلاح الأمر حتى.. المسكينة.. لقد تقبلت قدرها الأليم" قلت آخر جزء بدرامية
"توقف.. ليست بهذا السوء" قالت مشيحة بوجهها ضاحكة
"كيف يمكن لزوجها النوم وهو يعلم أنها نائمة إلى جانبه؟ ألا يعاني من الكوابيس؟.. هذا إن كانت متزوجة أصلاً.. لا أحد سيوافق على الزواج من هذه المشعوذة.. صحيح؟" قلت والتفت إليها لكنني لم أجدها.. نظرت خلفي لأراها تستند على الجدار تتنفس بصعوبة.. سرت إليها بسرعة
"هل أنتِ بخير؟" سألت بقلق
"لا تقلق.. شعرت بالدوار قليلاً" قالت محاولة التوازن.. وجهها شاحب جداً
"فلنذهب" واصلت السير لأتبعها.. خرجنا إلى مقهى الجامعة لتجلس هي محدقة في العدم
"كيف تسير الأمور مع بدر هذه الفترة؟.. لم تعودي تتذمرين من تصرفاته معكِ منذ مدة" قلت لأكسر الصمت
"يمكنك القول أننا متفاهمان بشكل جيد.. لقد أزال قوانينه أخيراً لذا نحن نعيش مع بعضنا بسلام.. حتى الآن" قالت الجزء الأخير بصوت لا يكاد يسمع
"ما معنى هذا؟" رفعت أحد حاجبي
"ماذا؟"
"ماذا تقصدين بـ(حتى الآن)؟"
"ليس بالأمر المهم.. شيء ما قلته فحسب" قالت متنهدة
"ما الذي تفكرين فيه؟.. يمكنكِ إخباري.. أنا صديقكِ" نظرت إلي بصمت لثوانٍ ثم أطلقت أنفاسها بهدوء
"اسمع.. هنالك أمر كنت أفكر فيه لفترة" اعتدلت في جلستها
"لقد أخبرني بدر بحقيقة ما حدث بينه وبين تلك الـ..." صمتت للحظة
"الفتاة" أكملت بعد نفس عميق.. يبدو أننا تفادينا شتيمة للتو
"وقد استنتجت أنها كاذبة كبيرة وأيضاً أن قصته كانت أهون بكثير من قصتها الزائفة وهذا مريح نوعاً ما إلا أنه لا يبرر فعلته.. سيظل ما فعله تحت مسمى (خيانة) ولكن ذلك الأحمق هو في النهاية رجل ومن المتوقع أن تطغى غريزته على حواسه الأخرى أحياناً.. لا أقصد الإهانة بالطبع" وجهت آخر جملة إلي
"لكِ مطلق الحرية.. ليس الأمر شخصياً"
"شكراً.. لكن مجدداً، ليس هذا مبرراً لفعلته لأنه كان يجب أن يسيطر على نفسه بما أنه رجل متزوج ولكنه لم يفعل لأنه أحمق"
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)
