عاد أبي إلى العراق بعد أن تأكد من أنني انتقلت إلى بيت بدر والذي من المفترض أنه زوجي الآن.. بكت عمتي كثيراً بعد عقد القران.. معها حق.. لم يتوقع أحد أنني سأصير متزوجة بين ليلة وضحاها.. في الواقع أنا نفسي لم أستوعب الأمر بعد.. أحتاج بعض الوقت لأعتاد على الاستيقاظ في غير غرفتي
"مرام" ناداني بدر ليوقظني من شرودي
"وصلنا" ترجلنا أمام منزل والدته.. أخبرها بدر أنه وقع في حبي فجأة ولم يستطع الانتظار ليرتبط بي وطلب منها أن لا تخبر أحداً حالياً.. الغريب أنها صدقت هذه الكذبة المبتذلة ولم تحاول أن تتدخل في الأمر بل لبت طلبه دون نقاش وأبقت الأمر سراً
"ألف الصلاة والسلام عليك يا رسول الله محمد" نادت ما إن دخلنا
"هلا بالعروس.. تفضلي يمة" جلست بخجل ناظرة إلى أنواع الحلوى الموضوعة أمامي.. جلست هي بجانبي وبدأت تطعمني من أصناف الطعام
"يمة.. أنا بعد ابي اكل من ايدك" قال بدر بغيرة
"بعدين.. الحين قاعدة ادلل عروستك" رمقته بنظرة النصر ليشيح بوجهه عني
"خلص بس لا تزعل" أخذت قطعة حلوى ووضعتها في فمه
"شوف عروستك كيف طيبة وما تقدر على زعلك" قالت والدته بفرح.. المسكينة، لا تعلم أن أبي أجبرنا على هذا الزواج المزيف
"شايف.. يلا يا عروستي دلليني" قال بثقة.. حملت كعكة ودفعتها في حلقه ليسعل بقوة
"لا تعيش الدور.. يا عريس" همست بقربه لكي لا تسمعني والدته
"يمه شوفيها.. بتذبحني من أولها" قال باختناق محاولاً ابتلاعها
"بلا دلال.. أكيد ما كانت تقصد" قال مدافعة عني.. كم هي رائعة
"فديت خالتي والله" عانقتها.. قضينا الليلة في المزاح والسخرية من بدر المسكين حتى حان موعد مغادرتنا.. وقفت عند الباب أنظر إليها بحزن.. لا أرغب بمفارقتها
"زوروني بين فترة وفترة.. لا تنسوني" قالت برجاء
"ان شاء الله يمة.. انتبهي لنفسك" قال بدر
"ان شاء الله" دخلت لتغلق الباب
"وين نروح الحين؟" سأل بدر بعد أن ركبنا السيارة
"للبيت؟"
"لا لا.. احنا عرسان، لازم نحتفل"
"لا بالله؟.. شكلك عايش الدور صح" نظرت إليه متهكمة
"تاكلين آيسكريم؟"
"إييي"
"ولا تصدقين.. إنسي الموضوع، لازم ما نعيش الدور"
"لا لا عادي.. أصلاً احنا عرسان.. وين راح تاخذني شهر العسل؟" قلت بابتسامة متملقة ليطلق هو ضحكة صاخبة
"تموتين في الأكل"
"إي.. أصلاً الأكل هو الشي الوحيد الي يستاهل الحب" أخذني إلى محل مثلجات صغير.. اشترى لي مخروط مثلجات من عدة طبقات
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)
