عدنا من شهر العسل الذي لم يتعدَ الأسبوعين.. عاد بدر إلى عمله وأنا إلى جامعتي وقد تعرضت لضغط كبير بسبب المدة الطويلة التي غبت فيها
"أففف.. تعبت" وضعت رأسي على الطاولة.. ما الذي من المفترض أن أفعله لتنتهي الدراسة بسرعة؟.. خرجت من المكتب لأرى ما يفعله بدر من دوني.. بحثت عنه حتى وصلت إلى غرفة النوم لأجده نائماً بين الملفات
"يا روحي" نظرت إليه بشفقة.. يبدو منهكاً.. أبعدت الملفات من حوله وغطيته ثم هممت بالمغادرة ولكنه أمسك يدي بشكل جعلني أصرخ لخمس ثوان متتالية"خلااااص" غطى أذنيه بألم
"خرعتني" ضربته
"وين رايحة؟ مو نعسانة؟" تنحى قليلاً لأنام بجانبه
"نعسانة بس باجر آخر امتحان وعندي دراسة لفوق راسي" قلت بابتئاس
"الدراسة ماهي بطايرة" رفع اللحاف قليلاً.. لن أستطيع الاعتراض وأنا بهذه الحالة المزرية.. دخلت بين ذراعيه لأنام
"مرام" أيقظني صوته بعد دقيقة
"ياخي ليش تقعدني من أول غفوتي؟" قلت بانزعاج
"قلتيلي أول غفوتك؟.. ترا لك ثلاث ساعات نايمة"
"نعم؟" انتفضت جالسة.. أشار إلى الساعة
"بس بعدني نعسانة" شعرت بعيني تغمضان من تلقاء نفسيهما"قومي إدرسي عشان تلحقين تخلصين المواد"
"أريد قهوة"
"من عيوني بس قومي اغسلي وجهك عشان تصحصحين" نهضت إلى الحمام وغسلت وجهي بماء بارد ولكن الأمر لم يفلح.. سرت إلى الصالة كالمومياء.. جاء بدر ليضع كوب القهوة أمامي ويجلس بجانبي.. حملته وارتشفت منه دون وعي لأنتفض ممسكة فمي بألم
"حرقت لساني" قلت وأخرجته في محاولة لتهويته
"وش فيك دايخة كذا؟" أخذ الكوب من يدي ووضعه على الطاولة.. أمسك وجهي وبدأ يحرك يده أمام لساني ليبرده
"من تعب الدراسة.. الله يعدي هالامتحان على خير ونخلص" أخذت قهوتي وعدت إلى المكتب.. درست حتى انتهيت بعد منتصف الليل.. نزلت إلى الغرفة بخطوات متثاقلة لأجد بدر يغط في النوم.. استلقيت إلى جانبه وغفوت ما إن وضعت رأسي على الوسادة
#الصباح
استيقظت بصعوبة في البداية، ولكنني استعدت نشاطي بعد قليل.. ذهبت إلى الجامعة بتفاؤل.. إنه آخر امتحان.. أخيراً ستبدأ العطلة وسأستطيع النوم حتى الظهيرة.. سأستطيع التفرغ للراحة.. أعلم أن هذا غير منطقي لكنه يبعث بالسكينة
"صباح الخير" حييت براد بابتسامة
"صباح سيئ" أجابني بوجه عابس
"ما بك؟.. إنه آخر يوم.. من المفترض أن تكون سعيداً" أمسكت خديه وجعلته يبتسم رغماً عنه
"لم أتناول فطوري" أبعد يدي وعاد لعبوسه
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)