#بدر
دخلت مرام المطبخ وجلست أمام الطاولة بوجه متجهم.. لقد مر أسبوعان على الأمر ومنذ ذلك الحين لم تخرج من المنزل إلا للجامعة.. حين أخبرت عمتها بما تمر به كان رد فعلها مروعاً مما زاد الأمر سوءاً والآن هي ترفض العودة إلى الطبيب.. لا أعلم ما الذي تحاول إثباته بعنادها
"يع" قالت باشمئزاز وغطت أنفها بينما تنظر إلى البيض المقلي
"إحمدي ربك على النعمة" قلت مؤنباً
"أستغفر الله.. مو قصدي يا ربي" قالت مغطية فمها.. أسندت رأسها على الطاولة وتنهدت.. يبدو أن مزاجها سيئ اليوم أيضاً
"تاكلين جبنة؟" وضعت صحن الجبن أمامها.. نظرت إليه بحافة عينها ثم دفعته وهزت رأسها نافية.. زفرت بيأس
"ما تقدرين تعيشين على الخبز بس""أدري بس والله ما أشتهي" قالت بضيق
"هذا هو مرضك.. لازم تاكلين عشان تقدرين تاكلين" قلت بانفعال.. حسناً.. هذا نوعاً ما غير منطقي.. ضحكت هي بلطف بينما تنظر إلي
"لخاطرك" قربت الصحن وأخذت قطعة خبز.. بدأت تأكل بتأنٍ لكي لا تسبب لنفسها غثياناً.. نهضت بعد قليل وخرجت من المطبخ.. لم تأكل كثيراً لكن هذا أفضل من لا شيء
#مرام
غيرت ملابسي ووقفت أمام المرآة.. مرام.. تشجعي ولا تكرري خطأ والدتكِ.. لا تكوني ضعيفة.. واجهي العالم بقوة.. قاومي بكل جهدكِ
"يا الله" همست ووقفت باستقامة.. رفعت شعري وحملت حقيبتي لأخرج
"بدر.. حروح""أوصلك؟" قال من داخل المطبخ
"لا.. أريد امشي" أحتاج بعض الحركة.. ستتيبس مفاصلي من كثرة الجلوس
"طيب.. الله معك" قال.. خرجت واضعة سماعات الهاتف في أذني وشغلت أغنية (Faded).. الجو بارد لكنه يبعث بالراحة.. هذا الهدوء الذي يطغى على الشوارع، منظر السماء المكتضة بالغيوم، الرذاذ الذي يداعب وجهي مع نسمات الهواء، جميعها تشعرني بالسكينة.. توقفت أمام بوابة الجامعة.. ها أنا ذي
"لن أستسلم " همست.. أخذت نفساً عميقاً ثم دخلت باحثة عن براد.. رأيته يجلس قرب إحدى الأشجار لأذهبت إليه
"مرحباً" جلست قربه"أتيتِ في الوقت المناسب.. لدي خبر جيد لكِ" قال بابتسامة
"ما هو؟"
"ألغيت محاضرة السيدة عفريت لأنها لن تستطيع الحضور اليوم" أجاب بحماس
"جيد.. لست في مزاج مناسب لرؤيتها" قلت بارتياح
"متى المحاضرة التالية؟""بعد ساعتين تقريباً"
"هذا وقت طويل.. لنخرج من هنا" نهضت واقفة
"إلى أين؟"
"أي مكان.. أشعر بالملل" مددت يدي إليه لأساعده في النهوض
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)