بدأت عطلة رأس السنة منذ بضعة أيام.. سافر الجميع وبقيت هنا اتأمل الشوارع من نافذة غرفتي القديمة كما هي العادة.. لا أعلم كيف من المفترض أن أقضي وقتي.. ليس لدي ما أفعله هذا العام.. عادة أقضي العطلة مع عمتي باستثناء العام الفائت الذي كنت فيه مع بدر وعائلته.. على أي حال، سافرت عمتي مع زوجها ولن أستطيع الذهاب إلى منزلها، أما بدر فقد أصيب بنزلة برد وبدأ عطلته في الفراش.. أظن أنني سأقضي بقية العطلة في النوم ومراقبة الشوارع.. نزلت إلى الطابق السفلي ومددت رأسي من باب الغرفة لأتفقد بدر.. وجدته نائماً كما توقعت.. دخلت على أطراف أصابعي وجلست أمام المرآة اتأمل نفسي.. لقد نحفت كثيراً.. بدأت عظامي تبرز ووجهي صار شاحباً جداً
"مرام" ناداني بدر بصوت مبحوح لألتفت إليه
"قعدتك؟" قلت بأسف
"لا.. عطشت.. ممكن تجيبين لي كاسة مـ..." سعل بحدة قبل أن يكمل جملته.. شعرت بحرقة في صدري بدلاً عنه
"دقيقة" نهضت ذاهبة إلى المطبخ
#بدر
رفعت جسدي قليلاً لأجلس.. أشعر أن عظامي محطمة بسبب النوم.. علي الذهاب إلى الطبيب.. لا يمكنني البقاء على هذه الحالة.. من المفترض أن نستمتع بهذه العطلة لا أن نقضيها في المنزل
"تفضل" دخلت مرام حاملة كوب الماء
"شكراً" أخذته من يدها
"عافية" جلست بجانبي
"ما صرت أحسن؟" سألت بنظرة شفقة"للأمانة لا.. لازم اشوف طبيب" قلت بتعب
"سلامتك" ربتت على يدي بلطف
"بروح الحين.. تجين معي؟" قلت ونهضت عن السرير
"إي"
"طيب.. باخذ حمام سريع وبعدين نروح"
"ماشي" قالت.. دخلت الحمام ونظرت إلى نفسي في المرآة.. أبدو مرعباً.. حالتي مزرية.. عيناي حمراوان وشعري مبعثر تماماً.. دخلت تحت الماء الساخن لأشعر بفقراتي تعود إلى أماكنها.. هذا مريح.. خرجت خلال دقائق لأجد مرام تغط في النوم وسط السرير.. ألم يكن من المقرر أن تذهب معي إلى المستشفى؟.. لحفتها ثم غيرت ملابسي وخرجت دون إصدار أي صوت.. تستحق قسطاً من الراحة.. لقد قضت الليل بطوله تعتني بي.. اتجهت إلى المستشفى وقابلت الطبيب ليعطيني بعض الحقن ومصلاً وأدوية أخرى.. عدت إلى المنزل لأجدها ما تزال نائمة.. استلقيت إلى جانبها اتأملها.. يبدو وجهها متعباً جداً.. غفوت دون أن أشعر لأستيقظ بعد قليل على صوت سعال وارتطام وسقوط أشياء داخل الحمام.. نهضت بسرعة وفتحت الباب لتسقط مرام بين يدي كالدمية.. وجهها شاحب جداً وعيناها بالكاد مفتوحتان
"وش صار؟" أخذتها إلى السرير بخوف.. جلست تتنفس بصعوبة وأمسكت معدتها باشمئزاز وكأنها تشرح ما حدث
"حاسة نفسك أحسن الحين؟" سألت بقلق.. هزت رأسها لتطمئنني
"يعني تقدرين تجين معي السينما؟"
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)