"مرام" نادتني عمتي بينما أشاهد مقاطع الفيديو على هاتفي.. نزلت إليها لكنني تصنمت عند منتصف الدرج.. هل هذا أبي يقف أمامي أم أنني أتخيل؟
"حتسلمين عليه لو أرجع للعراق؟" قال بابتسامة
"لا.. بس متفاجأة" نزلت إليه وعانقته "الحمد لله عالسلامة" ما هذه الزيارة المفاجئة؟ ما الذي جعله يتذكر زيارتنا بعد كل هذا الوقت؟.. دخل إلى غرفة الجلوس لنتبعه
"شلونج بابا؟" سألني بينما يجلس.. أحقاً يهتم؟
"الحمدلله.. ماشي الحال" جلست قربه.. مرت دقائق من الصمت المطبق لتنهض عمتي إلى المطبخ
"بأي صف صرتي؟" تملكتني رغبة في البكاء فجأة.. ما هذا السؤال بحق الله؟ ألا يعرف في أي صف صارت ابنته؟
"آني.. خلصت مدرسة هاي السنة" أجبت باختناق
"أها.. حلو.. كبرتي و صار لازم نزوجج" قال ضاحكاً ثم أخرج هاتفه وبدأ يتصفح فيه ببرود.. يتصرف كشخص غريب عني وليس كأنه.. أبي ربما؟
"حروح اساعد عمتي" أومأ لي وعاد بنظره إلى هاتفه.. دخلت المطبخ وأنا أكاد أنفجر
"عمتو""نعم حبيبتي"
"شجابه؟" قلت بغيظ
"عيب.. هذا أبوج" قالت مؤنبة
"شفتي شلون يتصرف وياي؟"
"شلون يعني؟.. عادي" قالت متلافية النظر إلي، محاولة إشغال نفسها بأي شيء
"يعني مثل الغريب.. تخيلي سألني عن صفي يعني ما يدري بنته هاي السنة تخرجت من المدرسة"
"عادي حبيبتي.. يمكن ما منتبه"
"ما منتبه على عمر بنته؟.. عمة.. لا تحاولين تقنعين نفسج"
"أقنع نفسي بشنو؟"
"مرت سنين وهو ما سأل عني إلا كم مرة.. هاي أول مرة يجي يشوفني من بعد عشر سنوات.. عشر سنوات عمة" قلت لعلها تستوعب خيبة أملي.. تنهدت بحزن وأحاطت وجهي بكفيها
"آني هم تفاجأت بزيارته مثل ما إنتي تفاجأتي بس لازم نمشي الوضع.. فترة بسيطة ويروح" قالت في محاولة لتخفيف عني.. لكن الفترة التي وصفتها عمتي بالبسيطة كانت تخنقني يوماً بعد يوم.. حاولت أن أتقبل تصرفاته معي على أنها طبيعية لكن الأمر لم ينجح.. هو فقط يطلب مني التنظيف والقيام بأعمال البيت مع عمتي وأن أصبح (ست بيت) كما يقول ولاشيء غير ذلك
"مرام" سمعت صوته يناديني
"بدينا" همست لنفسي.. ذهبت إلى غرفة الجلوس ووقفت أمام الباب بملل
"نعم""منو بدر؟" سأل بوجه متجهم وهو يحمل هاتفي بيده.. أيتجسس علي الآن؟
"صديقي" أجبت
"وهذا صديقج مـ..." نادتني عمتي قاطعة لكلامه.. تركته و خرجت بسرعة.. ظل يحاول سؤالي عن هذا الموضوع كثيراً لكنني كنت أتهرب في كل مرة وأحاول عدم الجلوس معه في نفس الغرفة أو ترك هاتفي عنده.. لا أريده أن يعرف خصوصياتي
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)