35

3.2K 160 14
                                    

"ما مشكلتكِ اليوم؟" قال براد بينما نخرج من بوابة الجامعة

"ماذا؟" قلت مستفهمة

"هادئة جداً وشاردة الذهن طوال الوقت.. هل أنتِ منومة مغناطيسياً أو ما شابه؟"

"لا شيء مهم.. متعبة قليلاً فقط"

"يمكنني إيصالكِ إلى المنزل إذا أردتِ" قال بينما يحرك الدراجة

"شكراً لك لكنني أفضل أن أسير اليوم.. أحتاج لقضاء أكبر وقت ممكن خارج المنزل لكي لا أصاب بالاكتئاب"

"آمل أنكِ لم تفعلي مسبقاً.. أراكِ" قال وقاد الدراجة مبتعداً

"آمل ذلك" همست مع نفسي وسرت في طريقي.. لقد اشتقت إلى عمتي.. لم أرها منذ مدة.. أخرجت هاتفي لأتصل ببدر

"نعم؟" أجاب بعد ثوانٍ

"بدر.. حروح لبيت عمتي"

"طيب.. لا تروحين مكان ثاني" قال بنبرة آمرة.. أغلقت الخط في وجهه.. كم أكرهه حين يملي علي ما أفعله.. اتجهت إلى بيت عمتي بخطوات سريعة.. أشعر بحاجة لعناقها في الحال.. طرقت الباب لتفتح لي بعد ثوانٍ

"عمتووو" ارتميت بين ذراعيها

"هلا حبيبتي" ضمتني بقوة.. ركضت إلى الداخل ورميت نفسي على الأريكة
"الحمدلله تذكرتيني" قالت معاتبة بينما تجلس قربي

"لا تقولين هيج.. تدرين اني مشغولة بالدراسة هالفترة وبعدين بدر أفندي حابسني بالبيت وما يخليني أروح غير للجامعة.. الحمد لله سمحلي أزورج على الأقل" قلت متذمرة منه

"إنتي خليتيه يسوي هيج"

"مو مهم.. وين عمو مهند؟" سألت حين لاحظت أن عمي غير موجود

"مهند طلع سفرة ويه أصدقاءه وعافني وحدي" قالت بحزن

"عمتي المسكينة.. ما تتحمل فراق الحب" قلت مازحة

"احترمي نفسج" أشاحت بوجهها
"حقوم اتصل عليه.. اشتاقيتله" حملت هاتفها وخرجت من الغرفة.. أخرجت هاتفي لأتصفحه.. عادت هي بعد عدة دقائق وعلى وجهها ابتسامة مشرقة.. أنا مدينة لهذا الرجل لجعل عمتي بهذه السعادة.. إنه طيب جداً ويستحق كل هذا الحب والتقدير فعلاً.. عمتي تستحق شخصاً مثله
"مرام" نادتني قاطعة لأفكاري.. رفعت نظري إليها
"قومي أوقفي بالله" قالت مضيقة عينيها

"ليش؟"

"قومي ومالج دخل" وقفت .. أشارت إلي بأن أدور حول نفسي لأفعل.. ظلت هي تتأملني لعدة ثوانٍ ثم زفرت بهدوء
"ليش هيج ضعفانة؟"

"ضعفانة؟.. ما انتبهت" نظرت إلى نفسي

"شوفي نفسج.. حتنقطعين وتقولين ما انتبهتي؟" قالت بنبرة تأنيب
"حقوم احطلج الأكل.. أكيد ما ماكلة شي من الصبح" نهضت إلى المطبخ.. أخذت نفساً عميقاً وجلست.. أشعر بالضيق.. ظننت أني سأشعر بحال أفضل إن رأيت عمتي ولكن لا شيء تغير.. أشعر أن شيئاً ما يخنقني من الداخل

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن