منذ قدومي إلى منزل بدر صرنا لا نلتقي إلا بداية اليوم ونهايته.. هو يقضي معظم وقته في الخارج وأنا أعود من الجامعة لأنهمك في الدراسة.. هذا يختصر الكثير من المشاكل.. أنهيت محاضراتي ليوصلني براد إلى المنزل
"أراكِ غداً" قال بينما أنزل من الدراجة.. لوحت له ودخلت.. غيرت ملابسي واتجهت إلى المطبخ لأخرج علبة المثلجات وأعود إلى الصالة متصفحة هاتفي.. نهضت عندما سمعت صوت طرق على الباب.. فتحت ليدخل شخص ما ويغلق الباب بسرعة ثم يتجه إلى النافذة وينظر منها بحذر.. بقيت واقفة مكاني كالتمثال.. من هذا؟"الحمد لله" قال براحة وابتعد عن النافذة.. نظرنا إلى بعضنا بصمت لعدة ثوانٍ
"مرحباً؟" قال بابتسامة بلهاء"دعني أفهم الأمر.. ما الذي يحدث هنا؟" قلت بعد نفس عميق
"اسمعي.. أنا واقع في مشكلة مع عصابة وإن أمسكوا بي فسأتحول إلى قطعة خردة"
"هل أتصل بالشرطة؟"
"لا لا.. لكن.. هل يمكنني البقاء هنا ريثما يصير الوضع آمناً؟" قال بارتباك.. وقفت أتأملته لعدة ثوانٍ.. لا يبدو كلص بالنسبة إلي
"لا مشكلة.. ابقَ هنا بينما أحضر لك بعض الماء"
"شكراً" قال باطمئنان.. دخلت المطبخ وملأت كوب ماء ثم عدت إليه لأجده واقفاً مكانه
"لماذا يلاحقونك؟" سألت بينما أناوله الكوب
"قصة طويلة" قال بأسى
"أريد سماعها.. أعني.. إن لم تمانع إخباري بالطبع" قلت بفضول
"حسناً.. في البداية أنا جيمي" عرف عن نفسه
"أنا أعمل في مطعم للوجبات السريعة.. وقعت في حب فتاة تدعى آشلي تعرفت عليها قبل عامين في مكان عملي عندما أتت لتناول الطعام كأي شخص آخر.. عندما أوصلت الطلب إلى طاولتها، سقط مني بالخطأ ووقع على ملابسها.. نظرت إلي بصدمة وبدأت تبكي مباشرة.. لقد أرعبني رد فعلها..." لمَ أشعر أن شيئاً في هذه القصة مألوف؟#ذكرى_جيمي
"أنا آسف.. سأدفع ثمن تنظيفها" قلت بسرعة.. سأفصل من عملي بالتأكيد
"لا تهمني الملابس" قالت بينما تمسح دموعها بأكمامها
"أريد أمي" قالت وارتفع صوت بكائها.. إنها جميلة جداً حتى وهي تبكي"أتودين أن أتصل بها من أجلكِ؟" سألأت لتهز رأسها نافية
"لقد ماتت" قالت بانكسار
"أنا.. آسف" لم أعلم ما يجب علي فعله لإيقافها عن البكاء لذا انحنيت واحتضنتها بهدوء.. كان الجميع ينظر إلينا لكنني لم أهتم سوى بجعل دموعها تتوقف.. عندما هدأت قليلاً، نقلتها إلى طاولة أخرى وأحضرت لها وجبة جديدة على حسابي.. غادرت ليلتها دون قول شيء لكنها كانت تأتي بين فترة وأخرى وأحياناً مع صديقاتها.. يمكننا القول أن ما بيننا كان مجرد نظرات حتى...
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)