باجر راح ينزل فصل جانبي 👀💕
~~~~~~~~
#بدر
فتحت باب المنزل ودخلت.. اتجهت مباشرة إلى سريري وألقيت بجسدي عليه.. لم أعد أطيق الحياة.. مرت ثلاثة أشهر كاملة.. يمر الوقت علي بثقل لدرجة أنه يكاد يسحقني ويهشم عظامي.. لدرجة أنه يدوس صدري ويكتم أنفاسي.. لقد صرت أتساءل بعد هذه المعاناة، كيف كنت أعيش قبل اقتحام مرام لحياتي؟ هل كان كل شيء من دون ألوان كما هو الآن؟ أكانت حياتي مملة إلى هذه الدرجة؟.. حقاً أنا أتساءل، كيف للمرء أن يعيش دون مرام؟.. زفرت وفتحت أزرار قميصي.. إضافة إلى كل معاناتي بدأ الصيف وصار الجو حاراً كالجحيم.. نهضت وشغلت المروحة ثم عدت إلى السرير وعانقت وسادتي براحة.. لحسن حظي أن جدولي اليوم خالٍ.. سأحصل أخيراً على قيلولة بعد أسبوعٍ عمل مزدحم.. وصلت عدة رسائل متتالية إلى هاتفي في نفس الثانية لتفسد قيلولتي المثالية.. من قد يكون هذا؟ ألم أطلب أن لا يزعجني أحد؟.. حركت يدي على السرير بحثاً عن الهاتف.. رفعته أمام وجهي عندما وجدته لكنني أسقطته على أنفي حين رأيت اسمها على الشاشة.. أظن أنني سأحتاج إلى عملية تجميل بعد هذا.. جلست بسرعة وفتحت الرسالة
"بدر.. تعال بسرعة.. محتاجتك.. لا تتأخر" شعرت بجرعة ذعر تضخ مع دمي.. بدأ قلبي ينبض كالطبل.. خرجت من المنزل راكضاً دون تفكير.. شغلت السيارة متجهاً إليها بأقصى سرعتي.. سرت إلى الداخل لأجد مجموعة أشخاص مجتمعين أمام الدرج المؤدي إلى الطابق العلوي وأنظار الجميع موجهة إلى الأعلى.. سكون غريب يخيم على المكان.. شيء ما يحدث هنا
"ابتعدوا عني" انطلقت صرخة مدوية مزقت حاجز الهدوء وكأنه لم يكن.. إنها هي.. دخلت من بينهم وركضت أعلى الدرج بكل ما استطعت من سرعة.. وقفت على رأس الدرج لا أعلم أين أتجه.. نظرت حولي بتيه لأرى السيدة نوال تخرج من إحدى الأبواب.. ركضت إلى الغرفة ووقفت أمام الباب أرتجف.. أشعر أن ساقي ستسقطان من الفزع.. رأيتها تجلس على السرير.. شعرها يغطي وجهها والدموع تقطر من ذقنها.. يحاول من حولها تهدئتها لكنها تدفعهم عنها بعنف.. رفعت رأسها إلى حيث أقف بعينين مشتعلتين لكن نظرتها تحولت خلال ثانية إلى شيء لم أفهمه.. خوف، غضب، عتاب وأسئلة كثيرة تحملها عيناها"أغلقوا هذا الباب اللعين" صرخت لتركض إحدى الممرضات وتخرج مغلقة الباب خلفها بسرعة
"سيدي.. يجب ألا تكون هنا" قالت
"علي أن أراها.. اسمحي لي أن أكلمها لدقيقة واحدة فقط" قلت بصوت مرتجف.. إنها ليست بخير
"لا يمكنني.. لقد أوصتنا المريضة بنفسها أن نمنع أي أحد عدا عمتها أن يزورها.. خاصة أنت سيدي"
"لكن..."
"بقاؤك لن يغير شيئاً.. الأفضل أن تنصرف" قالت بأسف.. وقفت أحدق في الباب لعدة ثوانٍ ثم نزلت إلى الطابق السفلي باستسلام.. رأيت عمتها تجلس على بعد أقدام مني.. نظرت إلي وهزت رأسها بأسى
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)