دخلت الشركة راكضة.. ركبت المصعد شاعرة بنبضات قلبي تتسارع كلما اقتربت أكثر.. ما إن فتح باب المصعد حتى خرجت متجهة إلى مكتب بدر.. دخلت متجاهلة ريبيكا التي اكتفت بنظرة سريعة ناحيتي
"بدر" اقتحمت المكتب ليقفز هو من مكانه
"وش فيك؟" قال برعب
"إسمع.. حقولك شي.. بس أريدك تهدي أعصابك.. ماشي؟" قلت بأنفاس متقطعة
"وش؟" سار إلي بسرعة
"سمي بالله وتنفس بعمق أول شي"
"بسم الله الرحمن الرحيم.. وش صاير؟ حد صارله شي؟" قال بقلق
"لا.. محد صارله شي.. الموضوع متعلق بيه آني"
"يا ستار يا رب.. وش فيك؟"
"قبل شوية جنت بالمستشفى"
"ليه؟" أصبح وجهه كالليمونة
"لأن حسيت بأعراض غريبه تصيرلي" قلت ببراءة
"طيب؟" بقيت أحدق به بصمت
"كملي.. ليه ساكتة؟" قال بصبر نافد"فحصتني الدكتور وقالت..." سكت مجدداً.. من الممتع استفزازه
"مرام.. قوليلي وش فيك؟ وش قالت الدكتورة؟ فيك شي خطير؟" قال بانفعال
"لا بس..." توقفت عن الكلام وداخلي ضحكة مكتومة بالكاد أمسكها
"بتجلطيني.. تكلمي" صرخ بي
"آني حامل" قلت بهدوء.. تغيرت ملامحه المتوترة إلى الجمود.. ظل يحدق بي لقرابة العشرين ثانية دون أي رد فعل ثم تركني بهدوء واستدار إلى الجهة الأخرى بينما يغطي وجهه بكفيه.. بقي كذلك لبعض الوقت
"بدر؟" اقتربت منه واضعة يدي على ظهره بقلق.. التفت إلي وجثى على ركبتيه ليعانق بطني.. بدأت أنفاسه ترتجف كطفل.. انفجر باكياً بحرقة وكأنه يخرج الوجع الذي حبسه طوال ما مضى.. جثوت أمامه وعانقته بكل ما أوتيت من حب.. لقد فعلتها وتغلبت على نفسي.. فعلتها وكسرت كل الحواجز.. فعلتها...#بعد_أربعة_أشهر
"هذا سادس طبيب نروحله ويقول جواب غير عن الثاني" قلت بينما أضع ملعقة مثلجات في فمي بانفعال.. ذهبت إلى ست أطباء بالإضافة إلى طبيبتي المعتادة ولم يحدد أي منهم جنس المولود بعد.. البعض يقول فتاة والبعض الآخر يقول فتىً وأحدهم لم يعطِني جواباً محدداً حتى.. أليس من حقي معرفة نوع طفلي؟
"وش رايك ننتظر لين ما يجي ونعرف وقتها وش جنسه؟" اقترح بدر اقتراحه المعتاد
"ما حقدر انتظر لحد ما أجيبه.. حطق من الفضول" قلت ووضعت ملعقة أخرى في فمي
"وبعدين شلون حشتري الملابس إذا ما عرفت بنية لو ولد؟""اشتري لون يصلح للبنات وللعيال.. أبيض مثلاً"
"ما يصير كل الملابس تكون أبيض بأبيض.. لازم تنويع شوية" وضعت ملعقة أخرى وأخرى
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)