40

3.2K 167 36
                                    

دخلنا المستشفى.. ساقاي لا تكادان تحملانني.. لست مطمئنة.. جلست على أحد مقاعد الانتظار بينما ذهب بدر ليحدث الممرضة

"مرام" ناداني بعد ثوانٍ لأرفع رأسي ناظرة إليه
"يلا" أشار إلي لأنهض.. هل سندخل؟.. يا إلهي.. أظن أنني سأتقيأ

"حنفوت؟ ما اكو أحد قبلنا؟" قلت بخوف بينما أسير إليه

"لا ما فيه" أجاب بضحكة.. لمَ يسخر مني؟.. سيندم على هذا عندما أموت
"لا تخافين.. ما بخليك تموتين" قال وفتح الباب ليدخل.. هل يسمع أفكاري؟.. دخلت بعده لينظر الطبيب إلي بابتسامة

"اجلسي" قال مشيراً إلى الكرسي.. اقترب بدر وسلمه التقارير
"تبدين جميلة اليوم" قال بإطراء

"أعلم أنك تجاملني لتنسيني التوتر" قلت بابتسامة متوترة

"لا.. أنتِ جميلة فعلاً" قال بابتسامة بينما يرفع التقارير عن الطاولة ويتمعن فيها.. رفعت نظري إلى بدر وابتلعت ريقي بخوف.. اقترب هو ليقف بجانبي

"لا تخافين" همس ممسكاً بيدي.. حاولت أن أهدئ نفسي قليلاً.. لا يوجد ما يدعو للقلق.. سيقول الطبيب أنني أحتاج بعض الفيتامينات والتغذية الجيدة وبعض النوم وسأكون بخير، أليس كذلك؟.. نظرت إليه بينما يقرأ الملف لألاحظ تعابيره مختلفة المعاني.. ما الذي يجب أن أفهمه من هذا؟ هل أخاف أم أطمئن؟

"حسناً" وضع الأوراق على الطاولة أمامه.. ضغطت يد بدر وأخذت نفساً عميقاً
"في البداية عليكِ التحلي بالإرادة لأن مرضكِ يحتاج كفاحاً للتغلب عليه" قال بهدوء.. إذن يوجد مرض بالفعل

"هل الأمر خطير؟" سألت محاولة ألا أذعر

"هذا يعتمد عليكِ.. أنتِ لستِ في مرحلة متأخرة من المرض لكنه قد يتطور إن لم تحاولي مقاومته.. علاجكِ يعتمد عليكِ أكثر من اعتماده على الأطباء والعقاقير"

"لم أفهم"

"هنالك أمراض جسدية-نفسية.. هل سمعتِ بهذا من قبل؟"

"نعم"

"ما أنتِ مصابة به هو من هذا النوع.. يدعى فقدان الشهية" سرت قشعريرة في كامل جسدي
"غالباً ما يكون سبـ..."

"انتظر لحظة" قاطعت كلامه
"أتعني أنني مصابة.. بفقدان الشهية العصبي؟" سألت لأتأكد مما سمعته

"نعم" أجاب

#بدر

اصفر وجهها وتركت يدي بينما تنظر إلى الطبيب دون أي تعبير على وجهها.. تبدو وكأنها لا تسمع حرفاً مما يقوله.. هذه النظرة الفارغة في عينيها تخيفني.. نهضت فجأة وخرجت دون قول شيء

"مرام" لحقت بها.. سارت بسرعة متجهة إلى المخرج لكنها تعثرت وسقطت على الأرض بقوة.. ذهبت إليها بسرعة لأساعدها على النهوض.. رفعت رأسها إلي والدموع تملأ عينيها.. نهضت وخرجت مسرعة دون النطق بكلمة.. ما الذي يحدث؟.. خرجت خلفها لأجدها واقفة تبكي بصمت
"خلينا نروح" قالت بصوت خافت وركبت السيارة.. ركبت إلى جانبها واتجهت إلى المنزل دون نقاش.. لم تتوقف عن ذرف الدموع للحظة طوال الطريق وما إن وصلنا حتى ذهبت إلى الغرفة وأغلقت الباب.. تنهدت وجلست على الأريكة بلا حيلة.. هل الأمر خطير إلى هذه الدرجة؟.. أخرجت هاتفي لأتصل بالطبيب...

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن