16

5.2K 230 32
                                    

مر أسبوع دون ترك غرفتها، دون الذهاب إلى الجامعة، ودون الكلام معي.. بقيت أضع لها الطعام أمام الباب لأضمن أنها لن تموت جوعاً

"مرام" طرقت الباب
"لو سمحتي بطلي عناد.. ما تقدرين تفوتين محاضرات أكثر من كذا" قلت ولكن دون جدوى.. وكأنني أكلم نفسي.. لم يبق لدي سوى إدخال عمتها في الموضوع.. اتصلت بها ولكنها قالت بأنها خارج المدينة وسترسل لي حلاً بديلاً.. بعد وقت ليس بطويل، طرق باب المنزل.. فتحت لأجد شاباً يقف أمامي

"مرحباً" رفع يده ملقياً التحية

"مرحباً" أجبته مستفسراً

"أنا هنا من أجل مرام.. أرسلتني عمتها إليك" قال
"أتسمح لي بالدخول؟" نظرت إليه لعدة ثوانٍ دون إجابة.. أليس في حياة هذه الفتاة إلا الصبيان؟ لمَ ليس لديها صديقات؟

"متأكد أنه بإمكانك إخراجها؟" سألته

"ثق بي" أومأ بثقة

"ادخل" ابتعدت عن الباب مفسحاً له المجال

#مرام

نظرت من النافذة بعد سماع جرس الباب لأرى براد واقفاً في الأسفل.. ما الذي جاء به؟.. تحركت بسرعة وغطيت ما بقي من آثار الكدمات

"ميم.. هذا أنا.. هلا فتحتِ؟" جاء صوته من خارج الغرفة بعد دقائق.. فتحت وسحبته إلى الداخل بسرعة لأعيد إقفال الباب

"لمَ أنت هنا؟" سألت مؤنبة

"نحن على أبواب الامتحانات أيتها الحمقاء" ضربني على رأسي

"إذن؟" قلت بلا مبالاة

"إذن سوف ترسبين إن فوتي محاضرات أكثر"

"لا أريد الخروج من هنا.. الرسوب ليس سيئاً جداً كما تعلم" جلست على السرير بملل

"سوف تتحركين وتغيرين ملابسك.. الآن" قال بحزم

"لا" قلت بعناد.. نظر إلي بغضب ثم فتح الخزانة ورمى علي بعض الملابس

"قلت الآن.. سأنتظركِ في الخارج" خرج وأغلق الباب بقوة.. غيرت ملابسي وخرجت إليه خلال دقائق

"لا أريد الذهاب" قلت بتخاذل

"توقفي عن خلط الأمور ببعضها.. مشاكلكِ الشخصية لا يجب أن تؤثر على دراستكِ" أحاط وجهي بكفيه

"حسناً لكن أخبره أن يذهب إلى المطبخ أو أي مكان ريثما أخرج.. لا أود رؤيته" قلت بضيق

"انتظري" نزل ليعود بعد دقيقة.. خرجت من المنزل بسرعة قبل أن أراه.. ركبنا الدراجة لننطلق
"ما الذي حدث بينكما؟" سأل

"تشاجرنا.. شجار كبير جداً.. الأكبر في حياتي" تنهدت وأغمضت عيني
"هل إد بخير؟" سألت

"أظن ذلك.. رأيته مرة بعد الحفلة وسألني عنكِ" بالطبع سيسأل.. لقد أفسدت حفلته بشكل فظيع.. وصلنا لأبدأ محاضراتي التي سارت بثقل حتى نهاية اليوم.. لم أتمكن من أن أركز في أي شيء ولا حتى أي كلمة قيلت لي.. وكأنني جسد بلا روح
"هل أوصلكِ إلى المنزل؟" سألني براد بينما يحرك دراجته

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن