"هل تأخرت؟" سأل براد بينما يجلس مقابلي
"لا" أجبت.. وضع أغراضه على الطاولة محاولاً تنظيم أنفاسه
"إذن.. كيف هي الجامعة؟""مملة" قال بوجه يحمل أنواع اليأس
"لا جديد"
"صارت أكثر مللاً منذ لم تعودي تأتين.. ألا تنوين العودة؟"
"لا.. بالنسبة لشخص يائس ينتظر الموت لا فائدة من محاولة العودة"
"هل أنتِ جادة في هذا الأمر؟"
"عدم العودة؟"
"الموت"
"هذا.. نعم.. لا.. نوعاً ما.. لا أعلم" قلت بتزعزع
"إذا كنتِ غير متأكدة فتوقفي عن ذكر الموت في كل حوار يدور بينكِ وبين أي أحد يظهر أمامكِ" قال باستياء
"إنه الشيء الوحيد الذي أرى نفسي متجهة إليه منذ اللحظة التي أستيقظ فيها وحتى أنام.. ما الذي تتوقع مني أن أفكر فيه في هذه الحالة؟"
"تفاؤل؟ أمل؟"
"أمل في ماذا؟.. لا شيء في حياتي يبدو جيداً لأعيش من أجله.. حتى الأشخاص الذين أفكر في أنني يجب أن أعيش من أجلهم لديهم حياتهم الخاصة التي سينسونني ويعودون إليها بعد فترة من موتي.. حتى بدر الذي سيبدو كضحية إن مت لديه عائلة وعمل وكثير من المعجبات.. أليست هذه الأشياء كفيلة بجعله ينساني؟"
"لا شيء كفيل بجعلنا ننساكِ.. أنتِ جزء من حياتنا.. إن متِّ سيبدو الأمر كقطعة مفقودة من أحجية التركيب.. سيظل مكانكِ فارغاً ولن تعود الصورة كاملة"
"منذ متى تقول كلاماً حكيماً؟" ضيقت عيني
"الحياة تجبرنا أن نتحول إلى حكماء" قال متباهياً
"نعم نعم" قلت ساخرة منه ثم صمت محاولة استجماع أفكاري
"في الواقع.. أنا لا أعلم ماذا أريد بالضبط.. لا أريد أن أعيش ولا أريد أن أموت لكن بالتفكير في الأمر فإنني إذا مت لن أكون مضطرة لتحمل المرض وتذكر الأمور التي تحزنني والتفكير الذي يفقدني عقلي.. سأكون قادرة على لقاء أمي وطفلي أخيراً""أنتِ لا تريدين الموت.. أنتِ تريدين قتل شيء ما في داخلك" أليست هذه جملة من فيلم ما؟
"نعم لكن لا سبيل لقتل هذا الشيء إلا إذا مت معه"
"أنتِ عديمة الإرادة" قال بنوع من الإحباط
"ليس لهذا علاقة بالإرادة.. إنه يتعلق بأسباب العيش.. إن قتلت الشعور السيئ داخلي كما تقول وأكملت العيش دون سبب فهل تظن أنني لن أكتئب مرة ثانية؟"
"لماذا قد تعيشين دون سبب؟.. يمكنكِ بناء أهداف لمستقبلكِ ولو افترضنا أنكِ دون أهداف فأبسط سبب للعيش هو الأشخاص الذين يحبونكِ.. عيشي من أجلهم"
أنت تقرأ
لكنها صغيرة
Romanceمن كان يتوقع أن كوب قهوة سيوصلني إلى هنا... . . . . . . . (لمحبي الروايات باللهجة العامية)