١..اللقاء الأول

9.5K 181 10
                                    

أنهت هزان حزم حقيبتها ..نظرت إلى نفسها في المرآة و ابتسمت ابتسامة صفراء..كلها غضب و حقد و خبث..حملت الحقيبة و خرجت بعد أن أغلقت باب ذلك المنزل المهترئ و المهدد بالانهيار ..رفعت رأسها نحو السماء و قالت بنبرة انتصار" و أخيرا ..سينتهي هذا الكابوس..سأعيش الحياة التي لطالما حلمت بها..وداعا أيها المنزل المقرف..وداعا أيها الحي القصديري المتعفن..وداعا أيتها الأربع و العشرين سنة التي مضت من عمري في الذل و المهانة و الفقر..و مرحبا أيتها الحياة الجديدة..مرحبا بالعز و الجاه و الأموال..سآخذ ما هو حقي..سأسترد كل شيء هو لي..لن أرحم أحدا و لن أضعف أبدا..سأكون هزان الغنية منذ اليوم..هزان أخرى..ستحرق الأخضر و اليابس" مررت اصابعها خلال شعرها الأسود الطويل و الذي لامس أسفل ظهرها و أخذت تجر حقيبتها خلفها إلى أن وصلت إلى موقف الباص..ركبته و أخرجت ورقة من جيبها..قرأت عنوانا مكتوبا عليها و ابتسمت بسعادة..غيرت الباص مرتين إلى أن وصلت إلى موقف سيارات الأجرة..ركبت احداها و وجدت نفسها بعد ربع ساعة أمام قصر فخم..قرات على اللافتة الخارجية اسم " أمين شامكران" ..تأملت القصر مطولا و قالت" بابا حبيبي..أنا هنا..لقد أتيت..ابنتك الأخرى أتت إليك..لقد حان وقت احتواءك لها..هذا من حقي..أليس كذلك؟" ..لمحت سيارة مرسيدس سوداء تتجاوز البوابة الحديدية و تدخل إلى الداخل..نزل منها رجل طويل القامة يرتدي بدلة سوداء و يضع نظارة شمسية تخفي عيونه البلورية..و من الجهة الأخرى..نزلت فتاة ترتدي فستانا أحمرا يصل إلى ركبتيها و تلمع مجوهراتها الباهظة تحت أشعة الشمس..نظرت هزان إليها و كانت كأنها ترى نفسها..انها أختها التوأم..نازلي..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن