٤٦..حدث مفاجئ

2.1K 69 3
                                    

حملقت هزان في ياغيز و ردت بعصبية " عم تتحدث أنت؟ ..طبعا كان لقاءنا مصادفة بحتة..كنت أتجول بجوار المزرعة و أعجبت بالبناء الحجري ..بقيت أتأمله و فوجئت به يقف خلفي..مجرد مصادفة" هز برأسه و أجاب" كلا..لا أعتقد..أشك بأن يكون مجيئه في الوقت الذي نحن فيه هنا مجرد صدفة..لقد وضعك في رأسه..و أنا أعرف جيدا ذلك الحقير عندما يضع امرأة في رأسه..لا يتراجع الا عندما يوقعها في شباكه" هزت هزان كتفيها بلا مبالاة و قالت"  و ما شأني أنا؟ ..أنا أراه مجرد أستاذ لي" صاح بها" لكنه لا يراك مجرد طالبة..بدا ذلك واضحا في نظراته اليك..افهمي" ابتعدت هزان عنه و قالت" ياغيز..لو سمحت..لا تتصرف بهذه الطريقة..لا علاقة لك بي..اذهب و اهتم بزوجتك..لا تتدخل في حياتي" مرر ياغيز أصابعه خلال خصلات شعره و قال بعصبية" هزان..توقفي عن ترديد هذه الكلمة..هي أيام فقط..و لن أكون زوجا لأختك بعد ذلك..سينتهي زواجنا" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" هل ستنفصلان؟" أجاب" ..نعم..لقد حدثتها في الموضوع ذاتا..سينتهي زواجنا بعد العرض..ثلاثة أسابيع و ينتهي كل شيء" نظرت اليه و قالت" و ماذا تتوقع مني أن أفعل بعد أن تنفصل عنها؟ هل سأركض اليك لكي أعيش معك علاقة على انقاض زواجك من أختي؟ هل سيكون كل شيء سهلا الى هذه الدرجة؟ و أختي؟ و أبي؟ لا..انسى الأمر..ان كنت ستنفصل عنها طمعا في عيش علاقة معي فانسى الموضوع..لأنني لن أرضى بذلك..و لن أفعله..اهتم بزوجتك و واصلا زواجكما..ذلك أفضل للجميع" جذبها ياغيز من يدها حتى ارتطم صدرها بصدره و تلامست وجوههما و همس" هزان..أنا أعشقك..سواء تقبلت ذلك أم لا؟ و لا أستطيع مواصلة حياتي مع أختك بصفة عادية في حين يكبر حبك في قلبي يوما بعد يوم..مستحيل..لن أقدر..سأنفصل عنها..و بعد ذلك سأجد طريقة لكي أقنعك بهذا العشق..لكي نعيش حبنا بعيدا عن كل الاعتبارات الأخرى" هربت هزان بعيونها من عيونه الملتهبة و قالت" أرجوك..لا تفعل هذا..هذا مستحيل..لن يكون الأمر بهذه البساطة..أنت تحلم فقط" وضع ياغيز جبينه على جبينها و تمتم بصوت مبحوح" أنا أحلم بك..و أتمناك..و واثق تماما أنك تحلمين بي..تحلمين باليوم الذي تكونين فيه معي..و بين ذراعي..كعاشقين حقيقيين..بأن نكون.." وضعت هزان أصابعها على فمه و همست بصوت ضعيف"اششش..اصمت..لا تكمل..أنت تحاول اضعافي و هدم مقاومتي ..لا..لا تفعل..أرجوك..أنا أجاهد كثيرا لكي أبقى ثابتة و قوية..لو سمحت" قبل ياغيز أطراف أصابعها التي وضعت على فمه و قال" تمام..لن أضغط عليك..لكن دعيني أفعل ما يريحني" و فتح الباب و خرج..

بعد خروجه ..انهارت هزان جالسة على حافة السرير و هي تحتوي أصابعها التي قبلها ياغيز بشفاهه منذ قليل..تنهدت بعمق و وضعت رأسها بين يديها..صارت تخشى من نفسها..من ضعفها..من حبه الذي يتغلغل في أعماقها و الذي صارت عاجزة عن مقاومته..تخشى أن تقع في فخ الخطيئة و أن تكره نفسها..لذلك يجب أن تهرب منه..يجب أن تجد حلا سريعا ينقذها من نفسها و منه..في الصالون..كان ياغيز جالسا مع أمين عندما فتحت نازلي باب غرفة المكتب و تقدمت منهما و الشحوب باد على وجهها و قالت بصوت مرتعش" مصيبة..كارثة..لقد انتهيت ..انتهيت" انتفض ياغيز واقفا و سأل" نازلي..مالأمر؟ ماذا حدث؟" أجابت" المشغل الذي يعد الأزياء للعرض احترق..ماذا سأفعل الآن؟ ماذا سأقدم للعرض؟ لقد انتهيت..يالله..ماذا سأفعل؟" أمسك ياغيز يديها و قال" نازلي..عزيزتي..اهدئي..أنا معك..كلنا معك..لا تقلقي..سنجد حلا..سيكون كل شيء على ما يرام" ارتمت نازلي بين ذراعيه و هي تبكي و تشهق بصوت عالي..سمعت هزان الأصوات فنزلت مسرعة لترى ياغيز يحتضن نازلي..ابتلعت ريقها بصعوبة و حاولت تهدأة نفسها و تجاهل ذلك المنظر الذي يثير غيرتها و تقدمت من أختها لتسألها" أختاه..لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟" أجابها أمين" المشغل احترق..لقد ذهبت كل الأزياء المعدة للعرض..و اختك منهارة جدا" نظرت هزان الى ياغيز الذي كان منشغلا بتهدأة نازلي..وضعت يدها على كتف أختها و قالت" أختاه..اهدئي..نحن معك..سنساعدك..لن نسمح لجهدك بأن يذهب هكذا..سدى..لا تقلقي" رفعت أختها رأسها و قالت" شكرا لكم لوجودكم معي..و الآن يجب أن أذهب الى اسطنبول" قال ياغيز" سآتي معك" أضاف أمين" سنأتي كلنا معك" هزت برأسها و أجابت" لا..سأكون بخير..سأذهب لكي أتفقد الأمور ثم أجمع التصاميم و أحضرها الى هنا لكي نعمل عليها معا" ثم التفتت الى ابيها و قالت" بابا..سيكون هناك بعض المشاكل المالية ..و من الأفضل أن تأتي معي لكي نحلها" قال أمين" تمام..لنذهب"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن