تراجعت هزان إلى الخلف بسرعة فور سماع صوت أختها..ازاحت يد ياغيز الموضوعة على خصرها و ابتعدت عنه ..دخلت إلى الحمام و اغلقت الباب خلفها..كان تنفسها ما يزال سريعا و قلبها يخفق بقوة..مجرد اقتراب بسيط مع ياغيز يدخل الارتباك و الاضطراب عليها..لعنت نفسها و لعنت الساعة التي أخطأ و قبلها فيها ظانا انها أختها..لم تعد تدري كيف سينجحان في الحفاظ على علاقة الصداقة الجميلة التي نشأت بينهما..كيف سينجحان في فعل ذلك و هما ينجذبان بهذه السرعة و بهذه القوة أحدهما تجاه الآخر؟ لكنه ممنوع..محرم..لا يجوز..لا عقلها و لا ضميرها يسمح بذلك..لكن ما يحدث معها غريب..حقا غريب..للمرة الأولى تسعدها قبلة رجل..للمرة الاولى لا تشعر بالقرف و الاشمئزاز من اقتراب رجل منها..للمرة الأولى تتسارع أنفاسها و يوشك قلبها على مغادرة صدرها بمجرد اقتراب بسيط..للمرة الأولى يخونها عقلها و تهزم ارادتها أمام هذا الانجذاب الغريب..منذ ثواني..كانت على وشك أن تقبل زوج أختها..و أن تبادله قبلته..كانت ستنسى نفسها و تستسلم..لكنها لن تسمح بذلك..بللت وجهها بالماء كأنما لتستيقظ من حالة الذهول و الارتباك و الضعف التي ألمت بها..صعد ياغيز إلى الأعلى..أخذ يجهز الطاولة متجاهلا نظرات زوجته المتساءلة..سألته" لماذا تأخرت؟ لقد مت من جوعي" مدت يدها نحو الطبق فقال" ألن تنتظري أختك؟" هزت كتفيها بلامبالاة و وضعت قطعة فطائر في فمها..عاد ياغيز إلى الأسفل..حمل ابريق الشاي و هم بالخروج..تصادف مجددا مع هزان التي خرجت لتوها من الحمام..هربت بعيونها منه و تجاوزته بسرعة..طأطأ رأسه..تنهد بعمق ..ثم تبعها..جلس الجميع يأكلون في صمت..لم ترفع هزان نظرها عن طبقها..و فعل ياغيز نفس الشيء..نظرت اليهما نازلي بخبث و ابتسمت ابتسامة صفراء مخيفة..و كأن شيئا شيطانيا يدور في رأسها..و لم يبقى الكثير لكي تنفذه..
أنت تقرأ
التوأم
Romanceقد نكون أبناء أم واحدة..قد نكون إخوة..قد نكون توأما متطابقا..قد نشبه بعضنا حد التماهي..لكن هذا لا يعني بأن جوهرنا يتشابه أيضا..و بأن أفعالنا ستكون متشابهة هي الأخرى..هما توأمان..أختان..لكن لكل واحدة منهما حياة لا تشبه الأخرى..و طباع مختلفة..لكل واحد...