٣٣..ابتسامة صفراء

2.2K 74 0
                                    


تراجعت هزان إلى الخلف بسرعة فور سماع صوت أختها..ازاحت يد ياغيز الموضوعة على خصرها و ابتعدت عنه ..دخلت إلى الحمام و اغلقت الباب خلفها..كان تنفسها ما يزال سريعا و قلبها يخفق بقوة..مجرد اقتراب بسيط مع ياغيز يدخل الارتباك و الاضطراب عليها..لعنت نفسها و لعنت الساعة التي أخطأ و قبلها فيها ظانا انها أختها..لم تعد تدري كيف سينجحان في الحفاظ على علاقة الصداقة الجميلة التي نشأت بينهما..كيف سينجحان في فعل ذلك و هما ينجذبان بهذه السرعة و بهذه القوة أحدهما تجاه الآخر؟ لكنه ممنوع..محرم..لا يجوز..لا عقلها و لا ضميرها يسمح بذلك..لكن ما يحدث معها غريب..حقا غريب..للمرة الأولى تسعدها قبلة رجل..للمرة الاولى لا تشعر بالقرف و الاشمئزاز من اقتراب رجل منها..للمرة الأولى تتسارع أنفاسها و يوشك قلبها على مغادرة صدرها بمجرد اقتراب بسيط..للمرة الأولى يخونها عقلها و تهزم ارادتها أمام هذا الانجذاب الغريب..منذ ثواني..كانت على وشك أن تقبل زوج أختها..و أن تبادله قبلته..كانت ستنسى نفسها و تستسلم..لكنها لن تسمح بذلك..بللت وجهها بالماء كأنما لتستيقظ من حالة الذهول و الارتباك و الضعف التي ألمت بها..صعد ياغيز إلى الأعلى..أخذ يجهز الطاولة متجاهلا نظرات زوجته المتساءلة..سألته" لماذا تأخرت؟ لقد مت من جوعي" مدت يدها نحو الطبق فقال" ألن تنتظري أختك؟" هزت كتفيها بلامبالاة و وضعت قطعة فطائر في فمها..عاد ياغيز إلى الأسفل..حمل ابريق الشاي و هم بالخروج..تصادف مجددا مع هزان التي خرجت لتوها من الحمام..هربت بعيونها منه و تجاوزته بسرعة..طأطأ رأسه..تنهد بعمق ..ثم تبعها..جلس الجميع يأكلون في صمت..لم ترفع هزان نظرها عن طبقها..و فعل ياغيز نفس الشيء..نظرت اليهما نازلي بخبث و ابتسمت ابتسامة صفراء مخيفة..و كأن شيئا شيطانيا يدور في رأسها..و لم يبقى الكثير لكي تنفذه..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن