٦٧..آلام لا تنتهي

1.9K 53 0
                                    

مرت الأيام و الأسابيع و ياغيز على نفس الحال..ثمل طوال الوقت..يهمل نفسه و صحته و عمله..و استغلت نازلي وضعه ذاك لكي تواصل تنفيذ خطتها في غفلة منه و من والدها الذي سافر في رحلة عمل الى فرنسا مع شركاءه..صارت هي المشرفة على عملها و عمل والدها و بقيت على تواصل دائم مع كوراي الذي كان يطمئنها على وضع هزان الصحي..و اليوم كانت مجتمعة ببعض المهندسين في شركة العائلة عندما اتصل بها كوراي قائلا" نازلي..لقد حان الوقت..هزان على وشك الولادة" انتفضت نازلي واقفة و قالت" ماذا؟ هل انت متأكد؟ هل الطبيب هناك؟" اجابها" نعم..انه هنا..لا تقلقي" قالت" تمام..انا قادمة..لا تنسى أن تذكر الطبيب بما يجب عليه فعله" رد" تمام" ..في غرفة الولادة المعقمة التي كانت مجهزة في المنزل..كانت هزان تشعر بآلام المخاض..كان الطبيب يشجعها على التنفس و على الدفع بقوة..كانت دموعها تسيل على خديها و قلبها يكاد يتوقف من حماسها بقرب اجتماعها بصغيرها و حملها له بين ذراعيها..صرخت بقوة من شدة الألم ..انشبت اظافرها في ملاءة السرير و أغمضت عينيها و هي تدفع بقوة..قال الطبيب" احسنت هزان..واصلي..ادفعي بقوة أكثر..هيا" تصبب العرق من جبين هزان و شحب وجهها و هي تتنفس بانتظام ثم تدفع بقوة للمرة الأخيرة..أطلقت صرخة قوية قال الطبيب على اثرها" تمام..أحسنت..ها قد خرج المشاغب..مبروك" اقتربت الممرضة و حقنت هزان بحقنة في المصل المعلق في ذراعها..سألت هزان بقلق" هل هو بخير؟ طمئني دكتور لو سمحت..هل ابني بخير؟ لماذا لا يبكي؟ هل أصابه مكروه؟ لماذا لا تجيب؟ اجبني دكتور..أجبن.." لم تنهي كلامها لأن المنوم كان قد اخذ مفعوله ..نامت هزان دون ان تدرك بأن أختها قد سرقت منها صغيرها و اورثتها الما لا يوصف..حملت نازلي الطفل بين ذراعيها..كان له شعر و عيون ياغيز البلورية..بكى بقوة فقربته منها اكثر و ضمته بقوة و هي تقول" ..لا تبكي يا صغيري..أنت بين أحضان أمك..ستكون بخير..سنكون بخير..لا تقلق" أخذته و ركبت سيارتها..اتجهت الى المصحة الخاصة التي اتفقت معها..ثم اتصلت بوالدها لتخبره بأنها ولدت ثم طلبت من الخدم أن يحاولوا ايقاظ ياغيز و اخباره بأنه أصبح أبا..

فتحت هزان عيونها بعد حوالي ساعة..تذكر عقلها ما حدث قبل أن تغيب عن الوعي..لقد ولدت..لكن أين ابنها؟ لماذا لا تراه و لا تسمع صوته؟ صاحت بأعلى صوتها" هاااااي.. ألا يوجد أحد؟ أين ابني؟ اريد ان اراه و أسمع صوته..اريد أن أحتضنه و أشم رائحته..ألا يوجد أحد؟ أرجوكم..أعطوني ابني..أتوسل اليكم..اعطوني صغيري" فتحت الممرضة الباب و دخلت ..نظرت هزان اليها و قالت" ..لو سمحت..اخبريني أين ابني؟ اريد أن اراه..أرجوك" اقتربت منها و امسكت يدها و قالت بصوت ضعيف" أنا آسفة هزان..لقد فقدنا الطفل..لقد مات..أنا آسفة" حملقت فيها هزان للحظة ثم أصابتها حالة هستيرية ..صارت تصرخ بأعلى صوتها و تقول و الدموع تنهمر على خديها" لا..مستحيل..لقد وعدني بأنه لن يتخلى عني..لقد وعدني بأنه لن يتركني أبدا..ابني لن يذهب و يتركني..أين هو..اعطني اياه..اريد أن أحمله بين ذراعي..أريد أن أشتم رائحته..اريد أن أراه..أرجوك..اتوسل اليك..اعطني ابني..انه قطعة من روحي..اذا ذهب فسأذهب أنا أيضا..اذا تركني فسأموت..لن يبقى لدي سبب أعيش من أجله..اتوسل اليكم..اعيدوا الي صغيري..لقد ناضلت كثيرا لكي احمله بين ذراعي..قاومت و تحملت كثيرا..فعلت كل شيء من أجله..تخليت عن والده لكي أحميه..لكي أجتمع به في النهاية..لا تكذبوا علي..هو لم يذهب و يتركتي..ارجوكم..اعطوني اياه ..يجب أن اراه و احمله بين ذراعي..يجب أن أدفئه..لا بد انه يبرد..لا تسمحوا له بأن يذهب هكذا بسهولة..أرجوكم..يالله..اتوسل اليك..ليكن هذا كابوس و سأصحو منه..آاااااه" حقنتها الممرضة بمهدئ لكي تنام و تتوقف عن البكاء..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن