٥٨..الخبر المنتظر

1.9K 52 0
                                    

انهى ياغيز حمامه و ارتدى ثيابه على عجل و خرج يبحث عن هزان..وجد نازلي و أمين جالسان حول المائدة..سأل" أين هزان؟" أجابت نازلي" لقد استيقظت باكرا و عادت الى اسطنبول صحبة كوراي" تأفف ياغيز بضيق و جمع قبضة يده بغضب..سأله أمين" ألن تأكل؟" أجاب" لا شهية لي..بالشفاء و الهناء" و خرج الى الشرفة..اتصل كثيرا بهزان لكن هاتفها كان مغلقا..كان يريد أن يراها و يتحدث اليها قبل سفرها لكن يبدو أنه لن ينجح في ذلك..في القصر..جهزت هزان حقيبتها و خرجت صحبة كوراي قبل عودة ياغيز و العائلة..تناولت طعام الغداء معه في مطعم قبل أن يتوجها الى المطار..وجدت زملاءها هناك..انظمت اليهم و حاولت أن تنشغل معهم في الحديث و المرح لكي لا تفكر في ياغيز و في ذلك المشهد القاسي الذي رأته..كانت تلحظ من حين الى آخر نظرات كوراي لها لكنها كانت تتجاهله..لن تكون قادرة على اعطاءه مجالا في حياتها بينما كل امورها تسير رأسا على عقب..ياغيز هو الوحيد الذي احتل قلبها و يبدو انه لن يغادره أبدا رغم كل الحواجز و العوائق التي تفرقهما..على الساعة الواحدة بعد الزوال..اوقف ياغيز سيارته في مدخل القصر..انتظر بفارغ الصبر نزول نازلي و أمين لكي يذهب الى المطار عله يرى هزان قبل السفر..نظرت اليه نازلي و سألت" ألن تنزل؟" رد" لا..لدي بعض الأعمال التي يجب أن انهيها" هزت برأسها و قالت" تمام" و ما ان تحرك مبتعدا بسيارته حتى ابتسمت بخبث و قالت بسخرية" اركض قدر ما تشاء..لن تستطيع اللحاق بها من الآن فصاعدا..لقد انتهت قصتكما..انا من بدأتها و أنا من سينهيها..خيوط اللعبة في يدي و أنا احركها كما أشاء" ..

انطلق ياغيز بسيارته بسرعة جنونية..يريد أن يلحق بها قبل أن تسافر..كان هناك شعور غريب يسيطر عليه..كأنه لن يراها مرة ثانية..كأن هذه الرحلة ستفرق بينهما الى الأبد..حاول طرد هذه الأفكار السوداء من رأسه و واصل القيادة متمنيا أن يتمكن من رؤيتها و محادثتها قبل السفر..وصل الى المطار..ركض نحو قاعة الانتظار ..نظر يمنة و يسرة لكنه لم يراها..التفت باتجاه الممر الخارجي حيث تقف الطائرة استعدادا للاقلاع..لمحها هناك صحبة كوراي و زملاءها من الجامعة..وقف و استند بيديه على الزجاج..تجمعت الدموع في عينيه و هو يراها تصعد الدرج و تلتفت باتجاهه ..التقت عيونهما لثانية..رأته..هو متأكد من ذلك..هزت برأسها و لوحت له بيدها تودعه..قبل أن تدخل الى الطائرة و تختفي هناك..أقلعت الطائرة بعد لحظات فيما بقي ياغيز يتابعها من خلف الزجاج..شعر بأن قلبه ينفصل عن جسده و يذهب معها الى حيث تذهب..جلس في كافيتيريا المطار..حاول أن يسيطر على دموعه التي تريد أن تنطلق على خده..وضع رأسه بين يديه و تنهد بعمق..احتسى قهوته التي لم تنجح قطع السكر الكثيرة في التغلب على مرارة حلقه..كان بحاجة ماسة لكي يستجمع نفسه و يقف بثبات..يجب أن ينفصل عن نازلي مهما كلفه ذلك..لا يهم ما حدث بينهما البارحة..لقد كان خطئا و لا يجب أن يتكرر مرة أخرى..سينفصل عنها و يؤسس لحياة جديدة بعيدا عنها..حياة تكون لهزان و بها و من أجلها..فلتأخذ الوقت اللازم لكي تستطيع المحافظة على عائلتها و عليه في آن..سينتظرها عمرا بأكمله اذا اقتضى الأمر..لكنه لن يضيع على نفسه حبا كبيرا و امرأة رائعة مثلها..و طيلة العشرة أيام الموالية..انشغل هو مع نازلي في التحضير للعرض..فيما قضت هزان وقتها تتجول هنا و هناك و تلتقط الصور التذكارية..تتصل بأبيها دون غيره..و اذا سمعت صوت ياغيز يقترب تسارع الى انهاء المكالمة..كانت ترسل الصور الى اختها عبر البريد الالكتروني..و كانت هي تتولى اطلاع ياغيز عليها..كانت تتعمد جعله يرى بأن كوراي حاضر مع هزان في كل الصور تقريبا..و أخذت تلمح له عن وجود علاقة بينهما..كانت الغيرة تعمي بصيرته و تأكله من الداخل لكنه كان يحاول أن يسيطر على نفسه أمام العائلة..قررت ادارة الجامعة التمديد في مدة الرحلة ليومين آخرين..و نظمت في نهايتهما حملة تبرع بالدم..تكفل كوراي باخفاء عينة الدم التي تبرعت بها هزان و أخذها الى مخبر للتحاليل الطبية حيث أكدت له النتائج بأنها حامل..فلم يتواني لحظة عن الاتصال بنازلي و زف البشرى السارة لها..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن