٨..صوت عذب

2.5K 92 2
                                    

نظر ياغيز إلى أمين و قال" أنا آسف..لم أكن أعلم أن سؤالي سيزعجها" ربت أمين على يده و رد" لا عليك..أنت لم تخطئ في شيء..الحياة هي التي كانت قاسية عليها جدا..و يبدو أنها على عكس نازلي..حساسة جدا و عاطفية..رغم محاولتها اخفاء ذلك" هم ياغيز بالكلام عندما رأى زوجته تعلق معطفها على المشبك و تتقدم نحوهما..ابتسم و قال" مرحبا جنم" ردت" مرحبا حياتي..مرحبا بابا" بقيت واقفة فسألها أبوها" ألن تأكلي؟" هزت رأسها بالنفي و قالت" كلا..أكلت في دار الأزياء..أريد فقط أن أنام..أنا متعبة جدا" قال أمين" نازلي..ابنتي..أنت تتعبين نفسك كثيرا..هذا لا يجوز..يجب أن تمنحي وقتا للعمل و وقتا لك و لراحتك..و لزوجك أيضا..لست فتاة صغيرة لكي أنبهك إلى هذا..العمل ليس كل شيء في حياة الانسان ..هناك.." قاطعته قائلة" سأذهب إلى غرفتي قبل أن ينطلق الموشح المعتاد..تصبحان على خير" مرر ياغيز أصابعه خلال شعره و تنهد بعمق دون أن يقول شيئا..نظر إليه أمين و قال" بني..لا تقلق..سأتحدث معها مرة و اثنتين و ثلاثا..لن أسمح لها بأن تتمادى في اهمالها..قليل من الوقت و سيتغير كل شيء..يجب أن تصبر فقط" ابتسم ياغيز و رد" و هذا ما أفعله ذاتا" ثم سكب لنفسه كأسا من الكونياك الفرنسي الفاخر..احتساه دفعة واحدة و نهض و هو يقول" تصبح على خير" ابتسم أمين و أجابه" تصبح على خير بني" ..صعد ياغيز الدرج بخطى متثاقلة..كان يعلم ما سيحصل عندما يدخل الغرفة..ستؤنبه نازلي على ما قاله أبوها و ستعتبر بأنه هو من يشتكي منها طوال الوقت..انتشله صوت رقيق من تفكيره العميق..اقترب من غرفة هزان المجاورة لغرفته..كانت هزان تغني بصوت عذب و جميل..لم يتعود على سماع هذا في المنزل..لطالما كان المنزل هادئا و صامتا كصمت القبور..بلا حياة أو حركية..ما عدا بعض الحفلات التي تقيمها العائلة من وقت لآخر و التي تكون مناسبة جيدة بالنسبة لنازلي لاستعراض نجاحاتها في العمل او في الحياة..و تتقرب منه هو ايضا و تعطيه بعض الاهتمام حفاظا على صورتها الاجتماعية أمام أصدقاءها و صديقاتها..تسمر ياغيز أمام الباب مأخوذا بصوت هزان الذي كان مزيجا من الشجن و الطرب..كانت و من خلال كل كلمة تغنيها تعبر عن ألمها و تعبها من كل ما قاسته في السابق..انتبه لنفسه بعد لحظات فابتعد و دخل إلى غرفته..و ابتسم بسعادة عندما وجد نازلي نائمة..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن