٣٢..احذري

2.4K 74 0
                                    

في اليوم الموالي ..صعد ياغيز و نازلي و هزان على متن اليخت في جولة بحرية..بينما بقي أمين في المنزل لأن لديه أعمالا عالقة يريد انهاءها..وضع ياغيز سلة الأكل الذي جهزته لهم الخادمة في مطبخ اليخت الصغير ثم عاد إلى السطح حيث جلس خلف الدفة و راح يوجه اليخت..اتكأت هزان على الحاجز الحديدي و راحت تنظر إلى الأمواج المتلاطمة و السماء الصافية..كان الطقس دافئا و ملائما لجولة بحرية رائقة..لبست هزان فستانا أزرقا داكنا يصل إلى ركبتيها و احتذت معه حذاءا رياضيا ابيض اللون..رفعت شعرها كله إلى الأعلى و وضعت نظارة شمسية على عينيها و قبعة بيضاء كبيرة على رأسها..أما نازلي فارتدت قميصا أحمرا و سروالا أبيضا فضفاضا و غطت رأسها بقبعة سوداء..و جلست على كرسي طويل و مدت ساقيها و أخذت تراقب هزان الواقفة أمامها..من الأعلى ..تعلقت عيون ياغيز بهزان..تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهها أسعدته و بعثت الدفء في قلبه..يسره أن يتمكن من تحقيق و لو جزء بسيط مما تحلم به و تتمناه..يريد لقلبها الطيب أن يشعر بالأمان و الاهتمام الذي حرمت منه منذ زمن..أغمض عينيه و تذكر تلك اللحظة التي اقترب فيها منها و قبلها..يعجز عقله عن اخراج تلك الذكرى أو تجاوزها..مرر لسانه على شفتيه كأنه يتذوق من جديد رحيق شفتيها المميز..فتح عينيه فالتقت عيونه بعيونها..ابتسمت و حيته بحركة من رأسها..نظرت نازلي اليهما و رفعت حاجبها و هزت رأسها و كأنها تتوعدهما..

اقتربت نازلي من هزان..وقفت بجانبها و سألت" أختاه..هل تحبين البحر كثيرا؟" أجابت هزان بسعادة" نعم..أحبه جدا..انظري إلى هذا المنظر الرائع..و المياه الصافية..و صوت تلاطم الامواج..أوه..أنا في غاية السعادة" وضعت نازلي يدها على كتف أختها و قالت" معك حق..و أنا أيضا أحبه..بدأت أصدق الآن أن للتوائم ذوق متشابه..يعجبون بنفس الأشياء و يحبونها أيضا..لكن السؤال المهم..هو هل تعرفين السباحة؟" هزت هزان رأسها بالنفي و ردت" لا..مع الأسف..لا أجيد السباحة..لم أجد فرصة لتعلمها جراء الظروف الصعبة" اقتربت منها أكثر و قالت بنبرة مخيفة" لو كنت مكانك لما اقتربت من البحر ما دمت لا أجيد السباحة..قد تحدث حوادث مفاجئة لا سمح الله و تدفعين ثمن حبك للبحر..احذري" بقيت هزان تحملق في أختها للحظات ثم قالت" لن أنزل إلى الماء مادمت لا أجيد السباحة....لا تقلقي أختاه" اوقف ياغيز اليخت في عرض البحر و نزل إلى جانب الأختين..سألهما" هل تستمتعان بوقتكما أيتها السيدات؟" التصقت نازلي به و شبكت يدها بذراعه العاري و أجابت" بكل تأكيد..أنا و حبيبي و أختي العزيزة معا في عرض البحر ..و الطقس رائع..أيوجد استمتاع أكثر من هذا؟" نظر ياغيز إلى هزان و قال" ها قد أوقفت اليخت هنا..استمتعي بالمنظر..أنت ترينه للمرة الأولى..أما نحن فمتعودان عليه..التقطي صورا اذا أردت..أو انزلي للماء و اسبحي..ما رأيك؟" ضحكت نازلي بسخرية و قالت" لا تجيد السباحة..مسكينة..فلتكتفي بالنظر..ما رأيك أن نسبح أنا و أنت؟" هز ياغيز برأسه و قال" كلا..لا أريد..سأنزل إلى المطبخ لكي أجهز الأكل..لنأكل معا و نشرب القهوة" ابتعد ياغيز عن نازلي و نزل إلى الأسفل حيث المطبخ..أخذ يخرج الأكل و يوزعه في الأطباق..عادت نازلي للجلوس و أخرجت هاتفها..فتحت أغنية سريعة و أخذت تغني معها بصوت مزعج..تحركت هزان إلى الأسفل..التفتت اليها نازلي و سألتها" الى أين؟" أجابت" إلى الحمام" و أخذت تنزل الدرج..نزعت القبعة عن رأسها و التفتت لتصطدم بياغيز الذي كان يهم بالصعود إلى الأعلى..وضع يده على ظهرها لكي لا تقع و سحبها نحوه بشدة..التصقت أجسادهما و التقت عيونهما..و كأن الزمن توقف هناك و اختفى كل شيء من حولهما..وضعت هزان يديها على صدر ياغيز الذي لم ينجح قميصه الابيض ذي الياقة المفتوحة في اخفاءه..تسارعت أنفاسهما و تحدثت عيونهما دون أن تنطق افواههما بحرف واحد..غرق أحدهما في عيون الآخر و راحا يقتربان من بعضهما كأن مغناطيسا يشدهما بقوة..أخذ ياغيز يقرب فمه من فم هزان..لم تتحرك هي..بقيت تحملق فيه كأنها تنتظر الخطوة القادمة التي سيقوم بها..انشات قليلة فصلت الشفاه عن بعضها عندما ارتفع صوت نازلي و هي تقول" هيا ياغيز ..أحضر الأكل..لقد جعت كثيرا"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن